أثار إعلان المملكة المتحدة عن دعمها الرسمي والصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لتسوية النزاع في الصحراء، موجة من الغضب داخل أروقة جبهة “البوليساريو”، التي عبّرت عن خيبة أملها العميقة من الموقف البريطاني، وهاجمت لندن في أول رد فعل لها على هذا التطور الدبلوماسي الهام.
وفي بيان رسمي، اتهمت الجبهة الانفصالية بريطانيا بأنها تخلت عن “حيادها التقليدي” في ملف الصحراء الغربية، معتبرة أن تأييد المبادرة المغربية يُناقض ما وصفته بـ”النهج الأممي في تصفية الاستعمار”، رغم أن هذه المبادرة كانت محل ترحيب من عدة قوى دولية كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع.
الجبهة، التي شعرت بفقدان أحد آخر داعميها ضمن القوى الغربية الكبرى، اعتبرت هذا الدعم البريطاني “تشويشًا” على المساعي الأممية، في الوقت الذي تطالب فيه هي ومن ورائها الجزائر باستفتاء تجاوزه الزمن والواقع السياسي، خصوصًا بعد توسع الاعتراف الدولي بجدية المبادرة المغربية.
الجزائر، من جهتها، لم تتأخر عن مواكبة الغضب الانفصالي، إذ عبّرت وزارة خارجيتها عن “أسفها العميق” لما وصفته بـ”الانحياز البريطاني”، معتبرة أن مشروع الحكم الذاتي المغربي لا يُشكل أرضية جادة للتفاوض، وأن هدفه هو تكريس الأمر الواقع.
لكن الموقف البريطاني الأخير يُعزز موقع المغرب دوليًا في هذا الملف الشائك، ويؤكد أن خيار الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، بات يحظى بزخم متزايد كحل عملي ينهي عقودًا من الجمود السياسي في المنطقة، مقابل تمسّك “البوليساريو” وحاضنتها الجزائر بخطاب تقليدي فقد بريقه أمام المتغيرات الدولية.