تتزايد حالة التوتر في أسواق المواشي بالمغرب مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يصر مربو الماشية على تسويق أضحياتهم بأي وسيلة، متحدّين الإجراءات التنظيمية التي وضعتها السلطات لتأطير عمليات الذبح وضمان الشروط الصحية اللازمة. ورغم القيود المفروضة على عدد الرؤوس المسموح بذبحها داخل المجازر، عمد عدد من “الكسابة” إلى دفع قوافل ضخمة من الأغنام نحو هذه الفضاءات، متحدّين القوانين بوقائع موثقة تداولها رواد مواقع التواصل، وسط استياء شعبي من مشاهد نفوق بعض الحيوانات أمام أبواب المجازر.
في خضم هذه الفوضى، لم يتردد بعض الجزارين في تجاوز القوانين أيضًا، حيث قاموا بعرض أضاحٍ معدة للذبح داخل محلات تفتقر لأدنى شروط الرقابة الصحية، ما استدعى تدخل السلطات بإغلاق عدد منها ومباشرة حملات مراقبة مشددة. وفي مواجهة هذا التصعيد، تدرس بعض الجهات الرسمية خيار إغلاق الأسواق الأسبوعية ومنع البيع العشوائي في خطوة استباقية لاحتواء الفوضى المحتملة.
وفي وقت يشهد فيه القطاع ضغوطًا مناخية واقتصادية غير مسبوقة، تعكس هذه التجاوزات هشاشة في سلسلة التوريد، وتطرح علامات استفهام حول قدرة المنظومة الحالية على حماية صحة المواطن والحفاظ على الثروة الحيوانية في مثل هذه المناسبات.