في خطوة حازمة تهدف إلى تطهير الساحة الكروية الوطنية من الممارسات غير الرياضية، أعلنت لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، يوم الخميس 29 ماي 2025، عن سلسلة من العقوبات الصارمة في حق عدد من اللاعبين والمسؤولين، على خلفية تورطهم في قضايا تتعلق بالتلاعب بنتائج المباريات، والاعتداءات الجسدية واللفظية، إضافة إلى نشر تدوينات مسيئة على منصات التواصل الاجتماعي.
ومن بين أبرز القرارات، تم توقيف عبد اللطيف ناصري، رئيس نادي جمعية الشباب الرياضي، لمدة ثلاث سنوات، مع تغريمه 30 ألف درهم، رفقة اللاعب محمد العقال من نفس الفريق، الذي عوقب بسنتين نافذتين وغرامة قدرها 20 ألف درهم، بعد الاشتباه في تورطهما بمحاولة التلاعب بنتيجة المباراة أمام الاتحاد البيضاوي، ضمن منافسات الجولة 27 من القسم الأول هواة.
كما لم تسلم الأندية من العقوبات، حيث تم تغريم جمعية الشباب الرياضي بـ50 ألف درهم، لتحملها جزءاً من المسؤولية في هذا التلاعب المحتمل.
أما على مستوى الاعتداءات، فقد نال النادي المكناسي حصة الأسد، حيث تم توقيف ثلاثة من لاعبيه: أسامة الضاوي، وعزيز آيت علي، ومحسن ربجة، بعقوبات تراوحت بين مباراتين وثلاث مباريات نافذة، وغرامات مالية وصلت إلى 20 ألف درهم، إثر اعتداءاتهم على مصورين صحافيين خلال مواجهة فريقهم أمام الدفاع الحسني الجديدي.
وشملت العقوبات كذلك مسؤولين من نادي مولودية آسا، حيث تم توقيف كل من الحمادي لبكم ومحمد لبكم، وهما عضوان بالمكتب المديري، لمدة سنة، منها ستة أشهر موقوفة التنفيذ، وغرامة بقيمة 20 ألف درهم لكل واحد، بسبب اعتدائهما على الطاقم التحكيمي في مباراة فريقهما أمام الجمعية الرياضية المنصورية.
ولم تُستثنَ كرة القدم النسوية من الإجراءات، إذ تم توقيف أميمة التاج، لاعبة سابقة في فريق رجاء أيت عزة، لستة أشهر (ثلاثة منها موقوفة التنفيذ)، بسبب توقيعها عقداً مع نادٍ آخر قبل إنهاء علاقتها بناديها الأصلي، كما تم توقيف إسماعيل بزيز، مدرب فريق نجوم المستقبل، لنفس المدة بسبب نشره تدوينة مهينة في حق الحكام ونادي الرجاء الرياضي.
وفي القاعة المغطاة، عُوقبت زينب طالبي، لاعبة نادي شباب الوفاق البيضاوي، بالإيقاف لمدة شهرين وغرامة مالية قدرها 5,000 درهم، عقب تهجمها لفظياً وجسدياً على الحكمة خلال إحدى المباريات.
وتعكس هذه الإجراءات الصارمة عزم الجامعة الملكية على التصدي الحازم لكل ما يمسّ نزاهة اللعبة وسلامة أجوائها التنافسية، في رسالة واضحة مفادها أن لا تساهل مع أي سلوك غير رياضي، أياً كان مصدره.