سيارات فاخرة للمسؤولين والشعب يدفع الثمن!

ويا حسرة على فاس… حين تصبح فيها الأزبال أكثر انتشارا من الضمير و"البريستيج" اكثر مطلبا من المهنية والمسؤولية..

سيارات فاخرة للمسؤولين والشعب يدفع الثمن!
مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

بقلم: مصطفى مجبر

في مشهد يعكس التبذير الفاضح للمال العام، تواصل جماعة فاس سياسة استنزاف الأموال، من خلال كراء سيارات فاخرة للرئيس، ولمدير المصالح، وحتى لموظف جماعي جاء من سيدي حرازم..، هذا العبث بتدبير المال العام، في وقت تعاني فيه المدينة من مشاكل حقيقية في الخدمات الأساسية، هو أكثر من مجرد استهتار، إنه تهديد لمستقبل المدينة بأسرها.

نعم تواصل الجماعة “خدمة الوطن” على طريقتها الخاصة: كراء سيارات فخمة للرئيس وأتباعه، وكأن المدينة تحتاج إلى موكب رسمي لا إلى خدمة نظافة حقيقية

المال العام ليس “مالا سائلا” يمكن للسلطات المحلية صرفه كيفما تشاء، بل هو حق لكل مواطن يعيش في هذه المدينة. ففي وقت يعاني فيه المواطنون من انعدام البنية التحتية وتدهور الخدمات وتكدس الأزبال، يستمر المسؤولون في تبذير الأموال على رفاهيتهم الشخصية.. كيف يمكن تبرير تخصيص ميزانية ضخمة لكراء سيارات فاخرة، في حين أن المدينة في حاجة ماسة إلى موارد موجهة لتحسين الخدمات الأساسية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر؟

هذا التصرف الغريب يظهر لنا مدى غياب المساءلة والرقابة على إدارة المال العام في جماعة فاس، في الوقت الذي يحتاج فيه المواطن إلى تحسين ظروفه اليومية، تذهب الأموال إلى مشاريع لا تسهم في تطوير المدينة، بل تزيد من معاناة أهلها. أليس من الأولوية تخصيص هذه الأموال لتنظيف الأحياء وتحسين خدمات النقل العام، أو حتى توفير منشآت رياضية وثقافية تساهم في رفاهية المجتمع؟

بعض المعلقين يرون أن هذه “الخدمة” هي الطريقة التي يتم بها إدارة المدينة، في وقت تعاني فيه الأحياء من إهمال شبه تام، يتم إنفاق أموال طائلة على شراء الرفاهية للمسؤولين. أما المواطن، فهو مجبر على مشاهدة هذا العبث اليومي، بينما ميزانية الجماعة تبدد هنا وهناك عيني عينك دون أي فائدة تذكر.

المفارقة الصارخة أن هذه السيارات المكيفة، التي تكلف خزينة الجماعة الملايين من المال العام، تتحرك وسط شوارع خانقة بروائح الأزبال، تمر من أمام أكوام النفايات دون أن ترف لها مرآة جانبية.. فالرئيس ومن معه، لا تهمهم أزقة المدينة الغارقة في القاذورات، ولا معاناة السكان مع غياب أبسط مقومات النظافة، بل أولويتهم هي “الراحة في التنقل”، أما نظافة المدينة فذاك ترف لا يدخل في جدول أعمالهم

أي عقلية هذه التي ترى أن موظفا يحتاج لسيارة خاصة أكثر من حي يحتاج لحاوية نفايات؟ او بناية تحتاج لترميم قبل أن تنهار وتزهق فيها ارواح بريئة؟!, أي منطق هذا الذي يبرر الترف الإداري وسط بؤس جماعي؟ نحن أمام جماعة لا تدبر، بل “تستعرض”.. مدينة تنهار والمجلس “يدوز الماتش” بسيارات جديدة وصور فاخرة!

أين هي الأولويات؟ هل السي البقالي يظن أن القيادة المريحة في سيارات فاخرة هي ما يحتاجه المواطن في فاس؟ أم أن تحويل هذه الأموال إلى مشاريع تعود بالنفع على الجميع هو أمر بعيد عن اهتماماته؟ إن استهلاك هذه الأموال على رفاهية المسؤولين، في وقت يعاني فيه المواطنون من غياب أبسط الخدمات، هو صورة واضحة لما يعانيه هذا البلد من سوء تدبير واستغلال للمال العام.

من المعيب أن يتم تكديس الأموال لتغطية تكاليف التنقل الفاخر لمسؤولين لا يشعرون بمشاكل الناس اليومية في الطوبيسات.. في فاس، أما المواطن؟ فهو الحلقة الأضعف، المطلوب منه الصبر ودفع الضرائب، ومشاهدة هذا العبث المسرحي يوميا… على نغمة “خدمة الصالح العام، المواطن هو من يدفع الثمن، بينما المسؤولون يركبون سيارات فاخرة… والمال العام يتبخر بلا حسيب أو رقيب
ويا حسرة على فاس… حين تصبح فيها الأزبال أكثر انتشارا من الضمير و”البريستيج” اكثر مطلبا من المهنية والمسؤولية..

Breaking News