تفاجأ الآلاف من المترشحين لنيل رخصة السياقة بالمغرب بارتفاع غير مسبوق في نسب الرسوب في الامتحان النظري، ما خلق حالة من الارتباك والقلق وسط غياب أي توضيحات رسمية من الجهات الوصية عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التحول المفاجئ.
مصادر مهنية تشير إلى أن هذا التراجع في معدلات النجاح يعود إلى إدخال مجموعة من الأسئلة الجديدة على بنك الامتحان دون إشعار مسبق، الأمر الذي أربك المترشحين والمدربين على حد سواء، خاصة وأن طبيعة هذه الأسئلة وموضوعاتها لا تبدو، بحسب المهنيين، منسجمة مع الواقع اليومي للسائقين.
الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تجد نفسها في مرمى الانتقادات، بعد أن اتُّهمت بالتقصير في التواصل وعدم تقديم معطيات دقيقة عن التغييرات التي طالت الامتحان، في وقت تزايدت فيه الأصوات المطالبة بالشفافية ونشر الإحصائيات المتعلقة بالنجاح والرسوب.
المهنيون يرون أن محتوى الامتحان الجديد لا يواكب حاجيات المترشحين ولا ينسجم مع التكوين النظري الذي يتلقونه، بل يخلق فجوة بين ما يتعلمه المرشح داخل القاعات وما يصادفه فعلياً على الطرق، ما يجعل الامتحان، في صورته الحالية، أداة إقصاء أكثر منه اختباراً للكفاءة.
في ظل هذا الغموض، تتصاعد الدعوات لإعادة النظر في المنهجية المعتمدة في تحديث امتحانات السياقة، وتأكيد الحاجة إلى إصلاح شامل يوازن بين صرامة التقييم وواقع الممارسة اليومية للسائق المغربي.