تحولت إحدى جلسات محاكمة السياسي السابق سعيد الناصيري إلى ساحة اتهامات غير مسبوقة، بعدما أطلق تصريحات نارية أثارت ضجة داخل محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ضمن أطوار ملف “إسكوبار الصحراء” المتابع فيه رفقة عدد من المتهمين.
في قلب الجلسة، فجّر الناصيري اتهامات صادمة في حق الفنانة المغربية لطيفة رأفت، رابطاً إياها بعلاقة شخصية ومهنية مع التاجر المعروف بلقب “إسكوبار”، بل وذهب إلى حد اعتبار شهادتها متناقضة وتحمل مغالطات. واتهمها بالإقامة في فيلا بكاليفورنيا خلال فترة معينة، وهي نفس الفيلا التي اتهم هو بتحويلها لمكان للسهرات وترويج المخدرات، مؤكداً أنها كانت متزوجة من “إسكوبار” في تلك الفترة، قبل أن يتم الطلاق في مايو من السنة نفسها.
تفاصيل اللقاء الأول بين الناصيري ورأفت، حسب روايته، تعود لمهرجان زاكورة سنة 2013، لينكشف له لاحقاً – حسب ما صرّح به – أنها كانت مرتبطة رسمياً بـ”إسكوبار”، وأن زواجهما شهد حفلاً حضره أقارب وأصدقاء. هذه المعطيات دفعته للمطالبة باستدعاء كل من لطيفة رأفت، وإسكوبار، والبرلماني عبد الواحد شوفي، للمثول أمام المحكمة من أجل مواجهة مباشرة.
دفاع الناصيري، الذي يقوده المحامي امبارك المسكيني، لم يفوّت الفرصة لتوجيه انتقادات حادة لما وصفه بـ”الاختلالات” في الملف. من أبرز ما أشار إليه، ورود محادثة عبر “واتساب” تعود إلى سنة 2009، في وقت لم يكن التطبيق متاحاً أو معروفاً في المغرب حينها، ما اعتبره دليلاً على “فبركة” بعض المعطيات.
كما أثار الدفاع شبهة أخرى تتعلق بصفقة مشبوهة بمبلغ 1.5 مليار سنتيم في مطعم صيني سنة 2013، مؤكداً أن التحقيق لم يعثر على أي مطعم بهذه المواصفات آنذاك، ما يزيد من شكوكه حول مصداقية محاضر الضابطة القضائية.
سعيد الناصيري أعلن تمسكه بكشف كل خيوط هذه القضية الشائكة، مؤكداً أنه لن يدخر جهداً في تسليط الضوء على الثغرات والتناقضات التي شابت الملف، في انتظار ما ستسفر عنه الجلسات المقبلة من مفاجآت قد تقلب موازين القضية.