بقلم : الدكتور محمد السلاسي رئيس هيئة المنتخبين التجمعيين بجهة فاس مكناس
بداية نوجه الشكر و التقدير لرئيس الحكومة عزيز أخنوش على حكمته وتدبيره الهادئ والحازم لكل الملفات و على قيادته العمل الحكومي بكثير من الجدية و المسؤولية و ايضا اختياراته الشجاعة التي تعكس فعلاً إرادة حقيقية لحماية المواطن وتحقيق التوازن في السوق بعيداً عن منطق الخطابات الفارغة والشعبوية السياسية
الكثير من الكلام مؤخرا عن الدعم والإعفاءات التي قدمتها الحكومة لمستوردي الأبقار والأغنام وذهب البعض وللأسف، إلى تسويق مغالطات كبرى، كان الهدف منها هو تبخيس مجهود الدولة وتضليل الرأي العام، دون احترام للمعطيات الرسمية أو للسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي فرض هذه الإجراءات كثرة سنوات الجفاف
في ديك الفترة اختارت الحكومة أن تتدخل بشكل استباقي لتفادي أزمة تموين خطيرة في السوق الوطنية، خصوصاً في ظل تراجع القطيع الوطني بسبب توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الأولية وكان ضروري تسهيل عملية استيراد المواشي من خلال الإعفاء من بعض الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة هادشي باش يضمنوا استقرار الأسعار وتوفير الأضاحي للمواطن المغربي بثمن معقول.
هاد الاعفاءات ماشي خسارة او تبذيراً كما يُروّج له البعض بل هو ببساطة إعفاء من ضرائب كانت ستُفرض على عمليات استيراد لن تتم أصلاً في حال الإبقاء عليها بدليل أن العديد من المستثمرين لم يُقبلوا على هذه العمليات نظراً للمخاطر
العجيب في الأمر أن من يقود اليوم هذا الهجوم هو نفس الشخص الذي شغل مناصب حكومية مهمة ويدرك جيداً أن مثل هذه الإعفاءات ليست هدايا ريعية بل آليات تستعملها الدول لدعم السوق وضبط التوازنات واش نسى الحاج أنه كان جزءاً من حكومات لجأت لنفس المقاربات في قطاعات أخرى أم أن الذاكرة تُصبح قصيرة عندما يتعلق الأمر بالمزايدات السياسية ؟
لي خاص يقولوه العقلاء و نزيدو ندعموا الحكومة باش تحمي القدرة الشرائية للمواطن المغربي وتتحرك وفق منطق الدولة لا منطق الدعاية ونرفض تحويل النقاش العمومي إلى حملات شعبوية جوفاء لا تخدم سوى خلط الأوراق والإضرار بثقة المواطن في مؤسساته
ايضا يمكن القول من أراد أن ينتقد عندو الحق الكامل، لكن عليه أن يفعل ذلك بالمعطيات الصحيحة وبالحد الأدنى من الإنصاف السياسي أما أن يُستعمل عيد الأضحى والمواشي كورقة للمزايدة، فتلك هي المهزلة الحقيقية
