مصطفى مجبر // المغرب العربي بريس
إبراهيم رشيدي، اسم ارتبط بالقانون والسياسة في المغرب، حيث جمع بين فكر المحامي وعقلية الأستاذ الجامعي، ليخوض غمار العمل السياسي بكل شجاعة وعزيمة. هو ذلك الرجل الذي عرف كيف يدمج بين مبادئ العدالة الاجتماعية ورؤية سياسية تهدف إلى تغيير واقع بلاده، متمسكًا بأمل في بناء مستقبل أفضل للمدينة التي تحتل قلب الاقتصاد المغربي، الدار البيضاء.
قصة رجل متعدد الأبعاد
يبدأ مسار إبراهيم رشيدي في عالم القانون، حيث كان له دور كبير في إغناء الساحة الأكاديمية من خلال تقديم دروسه وتوجيهاته لطلاب القانون. أكسبته سنوات العمل الأكاديمي والخبرة القانونية مكانة مرموقة في الوسط الأكاديمي. ومع مرور الوقت، تحول من أستاذ جامعي إلى محامٍ متميز، يعمل على الدفاع عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها، لاسيما في مجال حقوق الإنسان والمساواة.
لكن رشيدي لم يقتصر على مجال واحد؛ بل قرر أن ينخرط في العمل السياسي بكل قوة، مستجيبًا لنداء الواجب الوطني، فكان أحد أبرز أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث يساهم في رسم ملامح السياسة المغربية على الساحة الوطنية.

رسالة التغيير: نداء للبيضاويين
في إطار حملته الانتخابية، أطلق رشيدي نداءً قويًا إلى سكان الدار البيضاء، المدينة العمالية والاقتصادية، ليقفوا صفًا واحدًا من أجل استعادة مكانة الاتحاد الاشتراكي في المدينة. انتقد بشدة الطريقة التي يتم بها تسيير المدينة، التي تعاني من نقص الكفاءة والضعف في القيادة، وفقًا لتقديره. ووصف الوضع بأنه “غير قابل للتحمل”، موجهًا اللوم إلى الحزب الذي كان يقود المدينة ويستأثر بكل مراكز القرار فيها.
رشيدي يرى أن الدار البيضاء، التي تعتبر محركًا أساسيًا للاقتصاد الوطني، تحتاج إلى قيادة أكثر حكمة وأقل تركزًا، وأن التغيير يجب أن يأتي من خلال تكاتف الجهود لإعادة بناء المدينة التي تستحق الأفضل.
إبراهيم رشيدي: فلسفة التغيير من خلال العمل الجاد
تجسد شخصية إبراهيم رشيدي في جوهرها ذلك الالتزام العميق بالتغيير، وهو الذي لا يكتفي بالكلام بل يعمل بكل إصرار على تحقيق رؤاه من خلال الأفعال. من خلال مسيرته، أظهر رشيدي أنه لا يخشى التحديات، بل يتعامل معها كفرص للارتقاء بالواقع السياسي والاجتماعي في المغرب.
في محطاته المتعددة، سواء في مجال القانون أو السياسة أو التعليم، لم يكن رشيدي مجرد متفرج، بل كان فاعلا رئيسيا يسعى لتوجيه الأحداث نحو الأفضل. ومن خلال تركيزه على المشاكل التي تعاني منها المدينة، وعلى رأسها غياب الكفاءة في التسيير، يحاول رشيدي أن يخلق بصمة تساهم في إنقاذ المدينة من الأزمات التي تعصف بها.
إبراهيم رشيدي هو مثال للرجل الذي لا يعرف الاستسلام، الذي يبني أفكاره على أساس العدالة الاجتماعية والاهتمام بالمصلحة العامة. ما بين المحاماة والسياسة، يبقى رشيدي نجمًا ساطعًا في سماء المغرب، يؤمن بأن التغيير يبدأ من العمل الجاد والتعاون بين الجميع من أجل مصلحة الوطن والمواطن.
في مسيرته، لم يقتصر على تقديم الحلول وإنما أيضا على تحفيز الآخرين للانضمام إلى هذا المسار الطموح، ليكون صوتا مخلصا لكل من يسعى إلى التغيير والنهوض.
