يشهد حزب التجمع الوطني للأحرار في إقليم تازة حالة من التوتر الداخلي بسبب الصراعات المتزايدة بين أعضائه، خاصة بعد رفض مجموعة واد أمليل لأسلوب تسيير البرلماني والمنسق الإقليمي خليل الصديقي. هذا الخلاف أدى إلى تراجع دعم الصديقي، مما جعله يفقد مؤيدين بارزين في الفترة الأخيرة، وتسبب في عزلة الحزب داخلياً.
الصراع الذي نشب بين أعضاء الحزب في تازة امتد ليشمل رؤساء الجماعات والمنتخبين، ووصل إلى مرحلة حرجة تهدد استقرار الحزب في الإقليم. في ظل تصاعد التوترات، يواجه التجمع الوطني للأحرار تحدياً كبيراً لإيجاد حلول عاجلة تعيد ترتيب الوضع الداخلي وتخفف من حدة الخلافات.
ولم تقتصر الأزمات على إقليم تازة فقط، بل امتدت إلى أقاليم أخرى مثل إفران والحاجب، وصولاً إلى مدينة فاس التي تشهد أزمة غير مسبوقة بين المنتخبين وقيادات الحزب. كان آخر هذه الأزمات قرار مقاطعة فريق الأحرار بفاس الشمالية لدورة مجلس جماعة فاس احتجاجاً على تصرفات العمدة، وهو ما يبرز تعمق الصراعات داخل الحزب.
في مكناس، تعرض الحزب لانتكاسة كبيرة بعد استقالة رئيس جماعة مكناس، جواد باحجي، وانهزام مرشحة الحزب أمام مرشح حزب الاتحاد الدستوري، عباس لومغاري. هذه الأحداث أثارت موجة من الانتقادات داخل الحزب، حيث اتهم البعض الأعضاء المتسببين في هذه الهزيمة بالغدر.
إذا استمرت هذه الخلافات من دون إيجاد حلول جذرية، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار في جهة فاس ـ مكناس قد يواجه صعوبات كبيرة تهدد مستقبله السياسي وتفوقه الانتخابي في المستقبل.