أصبحت ظاهرة الكلاب الضالة في مدينة فاس هاجسًا يؤرق السكان والزوار على حد سواء، بعد تزايد حوادث الهجوم التي خلفت إصابات خطيرة وأثارت تساؤلات حول مدى استعداد السلطات المحلية للتعامل مع هذا التحدي الصحي والأمني.
في حادث جديد وقع يوم السبت 4 يناير الجاري، تعرض سائح بريطاني لهجوم كلب ضال أثناء تجوله قرب المحطة الطرقية، حيث نهش الكلب قدمه بشكل وحشي، مما أدى إلى إصابته بجروح بليغة استدعت نقله إلى مصحة خاصة لتلقي العلاج اللازم. وأفادت مصادر طبية أن السائح تلقى الرعاية الأولية، بما في ذلك تلقيحه ضد داء السعار، لتجنب أي مضاعفات صحية محتملة.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، حيث شهدت المدينة مؤخرًا العديد من الحوادث المماثلة. وقد أصدرت المحكمة الإدارية بفاس حكمًا يلزم الجماعة بدفع تعويض قدره 25,000 درهم لعائلة طفل تعرض لهجوم من كلب ضال في وقت سابق، مما يعكس خطورة هذه الظاهرة وتبعاتها القانونية.
ورغم التحذيرات والمطالب المتكررة من قبل المواطنين والجمعيات المحلية، إلا أن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة مستمرة في التفاقم، وسط غياب حلول مستدامة من قبل السلطات المعنية. وتطالب فعاليات مدنية بتكثيف حملات التعقيم والرعاية الصحية للكلاب الضالة، بالإضافة إلى إحداث مراكز إيواء لضمان سلامة المواطنين والسياح على حد سواء.
وتعد مدينة فاس من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، إلا أن مثل هذه الحوادث قد تؤثر سلبًا على صورة المدينة، خاصة مع تكرار حالات اعتداء الكلاب الضالة التي تهدد سلامة الزوار. وفي ظل هذه الأوضاع، أصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة من قبل المسؤولين المحليين لوضع حد لهذا الخطر الذي بات يؤرق الجميع.