تستعد مدينة الدار البيضاء لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى محاربة التلوث وتحسين المشهد العام للمدينة عبر إنشاء “شرطة النظافة”. هذه الخطوة تأتي استجابة لتزايد الشكاوى من انتشار النفايات في الشوارع، حيث أصبح الوضع البيئي في العاصمة الاقتصادية يشكل مصدر إزعاج للسكان ويؤثر سلبًا على صورة المدينة.
شرطة النظافة، التي سيتم تفعيلها قريبًا، ستكون مسؤولة عن مراقبة السلوكيات غير المسؤولة المتعلقة برمي النفايات، سواء من قبل المواطنين أو من يُعرفون بـ”البوعارة” الذين ينبشون في الحاويات. وسيتم فرض غرامات مالية على المخالفين الذين يتم ضبطهم وهم يرمون الأزبال في أماكن غير مخصصة لها.
ومن أجل إنجاح هذه المبادرة، ستعتمد السلطات على تسجيلات الكاميرات الأمنية المنتشرة في شوارع المدينة لتعقب المخالفين وتغريمهم. كما ستتكفل جماعة الدار البيضاء بتمويل الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة لهذا المشروع، في حين ستساهم وزارة الداخلية بالباقي.
يأتي هذا الإجراء في سياق استعداد المغرب لاستضافة أحداث رياضية عالمية، مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، مما يستدعي تحسين صورة المدن الكبرى، وعلى رأسها الدار البيضاء، لضمان استقبال لائق للزوار ولتقديم نموذج حضاري يعكس طموح البلاد في تحقيق التنمية المستدامة.
شرطة النظافة ليست مجرد إجراء عقابي، بل هي رسالة واضحة بأن الحفاظ على البيئة والنظافة مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع للارتقاء بجودة الحياة في المدن المغربية.