عاد الجدل ليخيم على أجواء كليات الطب والصيدلة بالمغرب، حيث يواجه الطلبة معضلة جديدة تتعلق بعدم صرف التعويضات عن التداريب التي تم استئنافها عقب إضراب طويل امتد لأحد عشر شهرًا خلال السنة الماضية.
ورغم الاتفاقات التي أبرمت بين طلبة الصيدلة والطب من جهة، ووزارة التعليم العالي من جهة أخرى، والتي تضمنت وعودًا بصرف تعويضات مالية رمزية (21 درهمًا يوميًا) وزيادات خاصة ببعض المستويات الدراسية، إلا أن التنفيذ الفعلي لهذه الالتزامات يبدو معلقًا.
“تماطل وانتقائية” في صرف التعويضات
أكدت مصادر طلابية أن التعويضات لم تُصرف حتى الآن، وسط ما وصفته بـ”تماطل الجهات المعنية”. وأشارت إلى أن بعض الطلبة الأجانب وغير المشاركين في الإضراب حصلوا على مستحقاتهم، بينما استُبعد المضربون السابقون، ما أثار اتهامات بـ”الانتقام” من فئة معينة.
مطالب متجددة ومخاوف من تصعيد
مع غياب التواصل الرسمي من الوزارة، وتصاعد الاحتقان بين الطلبة، تساءل البعض عن مدى صحة الأنباء التي تتحدث عن إلغاء التعويضات بأثر رجعي كعقوبة ضمنية للمضربين. ويُذكر أن الحكومة كانت قد التزمت في اتفاق إنهاء الإضراب السابق بزيادات مهمة، منها 1200 درهم لطلبة السنوات الثالثة والرابعة والخامسة، و2400 درهم لطلبة السنة السابعة.
أزمة مفتوحة ومطالبات بالتدخل
في ظل هذه التطورات، يتخوف المراقبون من عودة الاحتجاجات إلى المشهد، خصوصًا وأن الطلبة يرون في هذه التعويضات عاملًا أساسيًا لتخفيف الأعباء المالية المترتبة عن التداريب. ورغم رمزية المبالغ، إلا أن تماطل الحكومة في صرفها يعمق أزمة الثقة بين الطرفين.