شهد المغرب خلال أقل من يومين رحيل ثلاث شخصيات تركت بصمات خالدة في مجالات الإعلام والفن والبحث التاريخي. فقد غيّب الموت الإعلامي والكاتب العربي بنتركة، الذي شكّل ركيزة أساسية في تطوير المشهد الإعلامي المغربي من خلال برامجه الثقافية وأعماله الأدبية المتميزة، منها كتاب “العقل أولاً.. العقل أخيراً” ورواية “الصراصير”. كما عرف بإسهاماته في كتابة السيناريوهات والمسرحيات، مما رسخ مكانته كمثقف نقدي بارز.
وفي المجال الفني، ودّعت الساحة المغربية الفنان القدير محمد الخلفي، الذي أثرى المسرح والدراما التلفزيونية بموهبته الفذة. كانت أعماله، مثل دوره في “لالة فاطمة”، شاهداً على التزامه بالقضايا الاجتماعية وسعيه لرفع مستوى الإنتاج الفني بالمغرب.
أما الوسط الأكاديمي، فقد خسر الباحثة لطيفة الكندوز، التي كرّست حياتها لدراسة التاريخ وإبراز دور المغرب في مواجهة الاستعمار ونشر المعرفة. تركت الكندوز وراءها إرثاً علمياً غنياً بمؤلفاتها مثل “الطباعة ودورها في مقاومة الاستعمار” و”موقف المغاربة من التقنيات الحديثة”.
برحيل هذه الشخصيات، يفقد المغرب رموزاً شكلت جزءاً من ذاكرته الثقافية والفكرية، تاركة وراءها إرثاً يخلد ذكراها في وجدان الأجيال القادمة.