ملايين تنفق على مشاريع غامضة.. من يحدد مصير الدعم الفني بالمغرب؟!

مصطفى مجبر21 أكتوبر 2024
ملايين تنفق على مشاريع غامضة.. من يحدد مصير الدعم الفني بالمغرب؟!
ذ .مصطفى مجبر
ذ .مصطفى مجبر

بقلم مصطفى مجبر
في خطوة تطرح حولها الكثير من الأسئلة، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن تخصيص أكثر من 7 ملايين درهم لدعم 68 مشروعا في مجالات الموسيقى وفنون العرض والكوريغرافيا لعام 2024. وبينما تبدو الأرقام واعدة في ظاهرها، فإن التعمق في التفاصيل يكشف عن تساؤلات جادة حول الطريقة التي تم بها توزيع هذا الدعم، والمعايير التي اعتمدت لتحديد المستفيدين.

بداية، يطرح السؤال البديهي: على أي أساس تم اختيار هؤلاء المستفيدين؟, هل نحن أمام عملية شفافة حقا، أم أن الأمور تتم خلف الأبواب المغلقة وتخضع للمعايير الذاتية والمصالح الخاصة؟ وكيف يمكن للجنة مختصة، التي تلقت 216 ملفا، أن تضمن العدل في عملية التقييم؟ أين هو الإعلان عن معايير واضحة تمكن الجميع من فهم لماذا تم استبعاد بعض المشاريع وقبول أخرى دون غيرها؟ هذه الأسئلة لا تجد إجابات واضحة، وهو ما يثير الشك في مصداقية العملية وكيف ستتم مواكبة هذه المشاريع للتأكد من كونها في المكان الصحيح بمعنى أدق هل فعلا أنجزت أو هناك لجنة خاصة بالتتبع خصوصا أن قيمة الدعم تختلف من مشروع لاخر!!.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك مسألة المشاريع المدعومة نفسها؛ فإذا كانت الوزارة قد ركزت على إنتاج وتوزيع الموسيقى والمشاركة في المهرجانات الدولية والإقامات الفنية، فمن يضمن أن هذه المشاريع ستحقق الأهداف المرجوة منها؟ من يراقب تقدمها؟ هل هناك جهة متابعة تضمن أن الدعم المالي سيتم استخدامه بالشكل الأمثل، أم أننا أمام حالة جديدة من تبديد المال العام في مشاريع قد لا تحقق الفائدة العامة؟، ثم كيف يمكن التأكد من أن هذا الدعم سيعود بالفائدة على المجال الفني ككل، وليس فقط على أسماء بعينها لها القدرة على الوصول إلى التمويل مع حرمان أسماء أخرى قد تكون اكثر من نظيرتها التي تمتعت بالدعم.

كما أن المشاركة في المهرجانات الدولية تبقى مسألة أخرى تستحق التوقف عندها، فلماذا التركيز على المشاركات الخارجية؟ ألا ينبغي أن يكون دعم الفنون المحلي أولى وله الأسبقية والأحقية؟!، بحيث نستثمر في المواهب الشابة والبنية التحتية الثقافية داخل البلاد؟ أم أن الأمر يتعلق بإبراز صورة براقة خارجيا على حساب تطوير الداخل؟

في نهاية المطاف، تبقى الأسئلة قائمة. كيف يمكن تبرير استفادة مجموعة محدودة من دعم مالي ضخم، بينما يعاني المئات من الفنانين من غياب الدعم؟ من يحدد ما إذا كانت هذه المشاريع تستحق الدعم حقاً؟ وهل ستحقق هذه الاستثمارات فعلا نقلة نوعية في المشهد الثقافي والفني، أم أنها مجرد توزيع مالي يخدم مصالح شخصية محددة؟ ولا ننسى أن ليس كل من دندن فهو فنان فهناك الحلايقية وهناك الجوايقي وهناك الفنان، كما أن ليس كل من أمسك آلة موسيقية فهو عازف وموسيقار … فالفرجة شيء والفن شيء آخر، وإلا فنحن نطبل لكل من رقص على الحبل والأحبال كثيرة.. فالخوف كل الخوف من أن تتداخل الأحبال في بعضها البعض فيتعثر الراقصون والمطبلون على السواء ولكم واسع النظر!.

الاخبار العاجلة