مصطفى مجبر // المغرب العربي بريس
في كل يوم يصعد المواطن الفاسي إلى حافلات سيتي باص، يُسلم نفسه ومصيره لوسيلة نقل يفترض أن تكون آمنة. لكنه في الواقع يصعد إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، كما حدث في حادث انقلاب الحافلة المروع في مقاطعة جنان الورد مساء الإثنين ، 52 مصابا نقلوا إلى المستشفيات، أرواح بريئة كادت أن تزهق بسبب إهمال واستهتار غير مبررين… إلى متى سيستمر هذا العبث بأرواح الأبرياء؟ متى ستتوقف هذه الحافلات المهترئة عن تحويل شوارع فاس إلى ساحات موت؟
حادث انقلاب حافلة النقل الحضري في مقاطعة جنان الورد بفاس ليس مجرد حادث عرضي، بل هو مؤشر صارخ على واقع خطير يعاني منه قطاع النقل في المدينة منذ سنين، وإن كان السبب راجع لعطل في الفرامل أو لاهتراء الحافلة نفسها، فإن إصابة 52 راكبا وحدها تثير الجدل؛ فكم السعة المنطقية للحافلة؟! ام هي علبة سردين وليست حافلة؟! ونقلهم بشكل مستعجل إلى مستشفى الغساني، وهذا أقل ما يكشف لنا حجم الإهمال والتهور الذي يطغى على قطاع حافلات سيتي باص.
السؤال المطروح هنا: إلى متى سيستمر هذا العبث؟ كيف يمكن أن نترك حافلات متهالكة تتجول في شوارع فاس، وهي بمثابة قنابل موقوتة تنتظر اللحظة المناسبة لتفجر حياتنا؟ حافلات متهالكة، تفتقر للصيانة، وتهدد أرواح الأبرياء كل يوم. إلى متى سيظل المفوض والمفوض له يتلاعبون بكنانيش التحملات والعقود دون أي رادع؟ أين هو تطبيق معايير السلامة التي تضمن للمواطنين نقلا آمنا؟
ما حدث اليوم يجب أن يكون ناقوس خطر يدق أبواب المسؤولين، فالمواطن الفاسي لم يعد يحتمل هذا الاستهتار بحياته، ننتظر إجابات وقرارات حازمة، وليس وعودا جوفاء، فالوقت ينفد والحافلات المهترئة ما زالت تواصل حصد ضحاياها.
لقد أصبح المواطن الفاسي يعيش تحت رحمة حافلات لا ترحم، تستهتر بحياته وتتركه عرضة للموت في أي لحظة. إلى متى ستبقى أرواح الأبرياء مجرد أرقام تضاف إلى لائحة ضحايا الإهمال والتقصير؟ نحن بحاجة إلى تحرك فوري وحازم، ليس فقط لمحاسبة المسؤولين، بل لضمان أن يكون النقل في فاس وسيلة للحياة وثائق بكرامة المواطن، لا وسيلة للتلاعب بأرواح الناس. كفى تلاعبا بأرواح الناس، وكفى صمتا أمام هذا الواقع المخزي والمشين، إن الأرواح التي يتلاعب بها اليوم هي دليل على أن السكوت لم يعد خيارا.