تواصل أزمة طلاب الطب بالمغرب تأزّمها مع استمرار مقاطعة الطلبة للدروس والامتحانات منذ ديسمبر 2023، مما أدى إلى وصولها إلى طريق مسدود مع عدم خضوعهم للمرة الرابعة للامتحانات المقررة في كلياتهم. رغم ذلك، ترفض وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فتح قنوات حوار جديدة مع ممثلي الطلاب، حيث ترى أنها قدّمت حلولاً كافية لمطالبهم وأن عليهم اجتياز الامتحانات كما هو مقرر. وأكد مصدر مسؤول بالوزارة أن “الامتحانات ستجري في موعدها، ومن لم يشارك فيها سيتحمل مسؤولية الرسوب”.
في خضم هذه الأزمة، قرر رئيس الحكومة عزيز أخنوش تعليق أنشطة المجلس الحكومي خلال شهر أغسطس بدعوى منح الوزراء فرصة لقضاء عطلتهم الصيفية، ما يزيد من تعقيد الوضع. من جانبه، عبّر المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين عن أسفه للطريقة التي أدير بها الحوار بين ممثلي الطلاب ووزارة التعليم العالي، محملاً المسؤولية للطرفين، ومؤكداً على خطورة الانعكاسات السلبية على مستقبل التعليم والتكوين في المغرب، خاصة على المستوى الدولي.
ونبّه المرصد إلى التأثيرات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الطلاب وأسرهم بسبب هذه الأزمة، واعتبر أن تداعياتها تتعارض مع أهداف الدولة الاجتماعية. وناشد رئيس الحكومة التدخل العاجل لإنهاء هذا الاحتقان وإنقاذ السنة الجامعية من خطر “السنة البيضاء”، مقترحًا استئناف الدروس والتدريبات السريرية في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2024 مع تنظيم امتحانات جديدة لفتح آفاق أوسع للطلاب.
