تجمع أمس السبت عشرات من آباء وأمهات طلبة الطب والصيدلة أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط، رافعين لافتات وشعارات تندد بالأوضاع التي وصل إليها التعليم الطبي في البلاد. جاءت هذه الوقفة تعبيراً عن دعمهم الكامل لمطالب أبنائهم الطلبة، الذين يخوضون احتجاجات مستمرة منذ أشهر.
رفع المحتجون لافتات تنادي بـ: “حق أبنائنا في تعليم جيد”، و”استجابة فورية لمطالب الطلبة”، مع هتافات تطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها وحل الأزمة بشكل عاجل، مع التأكيد على ضرورة تحسين ظروف التعليم الطبي. تأتي “وقفة الصمود والنصر” في ظل استمرار مقاطعة الطلبة للامتحانات للشهر السابع على التوالي، ما يهدد كليات الطب والصيدلة بالمغرب بسنة بيضاء.
يخيم شبح “السنة البيضاء” على كليات الطب والصيدلة، حيث تتبادل الحكومة والطلبة الاتهامات حول مسؤولية تفاقم الأزمة وتمدد الاحتقان داخل الكليات، بينما يزداد قلق الرأي العام حول مستقبل جيل كامل من الأطباء والصيادلة.
اتهمت الحكومة الطلبة بـ”تعنتهم وإصرارهم” على مقاطعة الامتحانات، مما يهدد مستقبلهم ومستقبل المنظومة الصحية بالمغرب. من جانبهم، يتهم الطلبة الحكومة بـ”اللامبالاة” وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة، التي تركز على إلغاء قرار تخفيض سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات، وتحسين ظروف الدراسة. يُصعّد الطلبة من احتجاجاتهم، مؤكدين عزمهم على مواصلة مقاطعة الامتحانات حتى تحقيق مطالبهم.
مصدر مقرب من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان أكد أن المسؤول عن بلوغ الأزمة هذه المرحلة هي الحكومة، التي تُثبت يوماً بعد يوم عجزها التام عن حلّ مشاكل التعليم العالي بالمغرب، مما يُهدد مستقبل جيل كامل من الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان.
أعلنت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي مصطفى بايتاس أن الدورة الربيعية ستُفتتح يوم 26 يونيو 2024، وبعدها الدورة الاستدراكية قبل متم شهر غشت 2024، مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر 2024.
دخل نواب بالبرلمان في صفوف المعارضة على خط الأزمة، حيث تقدمت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بطلب عاجل لمناقشة موضوع “إنقاذ السنة الجامعية بكليات الطب والصيدلة” خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفهية في مجلس النواب. بحسب اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، فقد حققت مقاطعة الامتحانات نجاحًا كبيرًا بنسبة فاقت 94%.
الاحتجاجات التي يخوضها طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة منذ بداية الموسم الجامعي الحالي، تطالب بإصلاح تكوينهم، وهي الاحتجاجات التي واجهتها وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة بالتصعيد. ترى اللجنة الوطنية أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لا سيما منها الرفع من عدد الطلبة في بعض التخصصات الطبية الحيوية، وتخفيض عدد سنوات التكوين من 7 سنوات إلى 6 سنوات، “يقوض جودة التكوين”، بينما يتشبث الوزير عبد اللطيف ميراوي بأن هذه التدابير تضمن جودة تكوين طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.
