في مدينة تازة وجماعات مجاورة مثل مكناسة الشرقية ومكناسة الغربية، برزت بشكل لافت ظاهرة انتشار محلات بيع الأكلات العشوائية، وذلك في ظل غياب تام لشروط السلامة والوقاية، وعدم تدخل الجهات المختصة. هذه المحلات، التي لم تعد تقتصر على الأحياء الشعبية مثل حي القدس والتقدم والكوشة ووريدة والكعدة، امتدت أيضًا إلى شوارع رئيسية وسط المدينة مثل شارع الحسن الثاني ومحمد الخامس وعلال بن عبدالله وعلال الفاسي، حيث تحولت بعض محلات بيع المواد الغذائية والمحلبات إلى مطاعم تقدم الأكلات الخفيفة، مستغلين الملك العمومي لتوسعة فضاءاتهم العشوائية.
الوضع في مركزي جماعتي مكناسة الشرقية ومكناسة الغربية يعد أكثر كارثية، حيث تكثر محلات بيع الوجبات السريعة التي تفتح أبوابها بشكل فوضوي وبدون أي مراقبة أو تنظيم قانوني. يكفي أن يكون المرء على علاقة بأحد المسؤولين المحليين أو برئيس الجماعة ليتمكن من ممارسة نشاطه بحرية، حتى لو كان ذلك يشكل خطرًا على صحة المواطنين.
هذه المطاعم استولت أيضًا على الأرصفة المخصصة للمارة، مما اضطر المواطنين للسير في الشوارع المخصصة للسيارات بسبب عدم وجود رقابة من الجهات المسؤولة عن تدبير الملك العمومي والمحافظة عليه. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر معظم هذه المطاعم إلى التراخيص الإدارية والتجهيزات الضرورية، حيث تجري عمليات تحضير الطعام في محلات ضيقة باستخدام أدوات غير نظيفة ومعرضة للصدأ. كما تتعرض الأطعمة لدخان السيارات والأتربة وأشعة الشمس، مما يعرض صحة الزبائن للخطر.