لا تزال الأزمة بين طلبة الطب والصيدلة ووزارة التعليم العالي تراوح مكانها دون التوصل إلى حلول جذرية، على الرغم من جهود الوساطة التي تقودها الأحزاب السياسية والمنظمات لإعادة الحوار بين الطرفين. تصاعدت التوترات مع استمرار إضراب الطلبة ورفض الوزارة، برئاسة عبد اللطيف الميراوي، فتح قنوات الحوار.
وتحت وطأة الإضراب المستمر، طرحت الوزارة إمكانية إعلان سنة بيضاء كخطوة ضاغطة، مما ينذر بمخاطر جمة على المسار الأكاديمي للطلبة. خلال اجتماع حديث مع المستشارين البرلمانيين، حذر الميراوي من أن الدخول في شهر مايو دون حل سيضع الجميع في موقف حرج.
رغم استجابة الحكومة لمعظم المطالب الطلابية، فإن خمس نقاط عالقة لا تزال تشكل نقطة خلاف، خصوصاً المتعلقة بتقليص مدة الدراسة وإعادة هيكلة البرامج الدراسية. الطلبة يصرون على تلبية مطالبهم بالكامل مع التركيز على تحسين شروط التدريب والتعويضات للمتدربين.
علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل، وجه انتقادات حادة للوزير بسبب إدارته للأزمة، مشيراً إلى أن الإضراب الممتد ومقاطعة الدراسة تمثل تحدياً كبيراً لا يمكن حله بالتهديد بسنة بيضاء، مطالباً بحوار جاد يراعي المصلحة الوطنية ويدعم المنظومة الصحية الوطنية.
وفي ظل هذه التحديات، يدعو القادة والطلبة على حد سواء إلى تبني نهج تعاوني يضمن مستقبل التعليم الطبي في البلاد، ويحفظ الاستثمارات الضخمة الموجهة لتحسين الخدمات الصحية. الحاجة ماسة إلى استئناف الدراسة والعودة إلى المدرجات، مع التركيز على حل النقاط الخلافية في أسرع وقت ممكن.