بقلم: مصطفى مجبر
في قلب المغرب، تقبع مدينة فاس بكل عراقتها وتاريخها العريق، واقفة شامخة كشاهد على الحضارات التي تعاقبت على أرضها.., ومع مرور الزمن، واجهت هذه المدينة التاريخية تحديات جديدة ناجمة عن التوسع العمراني وزيادة السكان، مما ألقى بظلاله على بيئتها واستدامتها، في عصر يزداد فيه الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وضرورة تبني أساليب حياة أكثر استدامة، تبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية التنقل داخل هذه المدينة العريقة..، يأتي تعزيز استخدام المواصلات العامة وتشجيع الدراجات الهوائية كحلين مبتكرين يمكن أن يسهما بشكل كبير في تحقيق هذه الاستدامة، موفرين بذلك نموذجًا يمكن للمدن الأخرى الاقتداء به. هيا بنا نخوض في رحلة استكشافية لنرى كيف يمكن لهذه الأفكار أن تنير طريق فاس نحو مستقبل أخضر، مستدام، وأكثر صحة لجميع سكانها
مدينة فاس، تواجه تحديات عديدة تتعلق بالاستدامة والبيئة، من اهمها ما يتعلق بنظام المواصلات، لذلك يمكن تعزيز استخدام المواصلات العامة وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية أن يلعبا دورا كبيرا في هذا المجال.
تعزيز استخدام المواصلات العامة:
تقلل المواصلات العامة بشكل كبير من الانبعاثات الضارة بالبيئة مقارنة بالسيارات الخاصة، وذلك بفضل قدرتها على نقل عدد كبير من الأشخاص في رحلة واحدة. لزيادة استخدام المواصلات العامة في فاس، يمكن اتباع الخطوات التالية:
تحسين البنية التحتية: تطوير محطات المواصلات وتحسين شبكة الطرق لتسهيل الوصول والاستخدام.
زيادة الكفاءة والموثوقية: ضمان توفر المواصلات العامة بشكل مستمر وفي مواعيد منتظمة لزيادة ثقة المستخدمين.
تقديم حوافز: مثل تخفيض أسعار التذاكر للمجموعات المحددة (الطلاب، كبار السن) وتقديم اشتراكات شهرية أو سنوية بأسعار مخفضة.
تشجيع استخدام الدراجات الهوائية:
الدراجات الهوائية وسيلة نقل صديقة للبيئة تساعد في تقليل الازدحام والتلوث. لتشجيع استخدامها في فاس، يجب:
تطوير مسارات خاصة بالدراجات: إنشاء وصيانة مسارات الدراجات لتوفير طرق آمنة ومريحة لراكبي الدراجات.
برامج التوعية: تنظيم حملات توعية حول فوائد استخدام الدراجات الهوائية، ليس فقط للبيئة ولكن أيضًا للصحة البدنية.
توفير البنية التحتية الداعمة: مثل مواقف الدراجات الآمنة ومحطات لتأجير الدراجات في نقاط استراتيجية حول المدينة.
الفوائد المتوقعة
تقليل الازدحام: سيساهم تشجيع المواصلات العامة والدراجات الهوائية في تقليل الازدحام المروري، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة في المدينة.
الحد من التلوث: ستسهم هذه الإجراءات في تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين نوعية الهواء، مما يعود بالنفع على الصحة العامة.
تعزيز الصحة العامة: الحركة والنشاط البدني الناتج عن ركوب الدراجات يحسن اللياقة البدنية ويقلل من مخاطر الأمراض المزمنة.
وفي النهاية، ولزيادة الاستدامة في فاس، من الضروري تعزيز استخدام المواصلات العامة وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية. يتطلب هذا جهودًا متكاملة من الحكومة المحلية، القطاع الخاص، والمواطنين لإحداث تغيير ملموس. من خلال التخطيط الحكيم والاستثمار في البنية التحتية المناسبة، يمكن لفاس أن تتخذ خطوات كبيرة نحو مستقبل أكثر استدامة وصحة.
