بقلم: مصطفى مجبر
قد يبدو ان اختيار الصحفيين لتغطية مباريات المنتخب الوطني بالكوديفوارمسندا إلى التركيز على الأحداث الرياضية الجادة، إلا أنه للأسف هذا الاختيار اقل ما يقال عنه انه غير متوازن، لأنه وبكل بساطة يثير تساؤلات حول مدى جدية التغطية الرياضية وقدرة الصحفيين على نقل الأخبار بشكل موضوعي ومحترف.
وفي بداية الأمر فإن هذا المقال جادت به قريحتي للحديث عن شقين هامين في الموضوع، فعلى اي اساس يتم اختيار صحفيين دون آخرين من الزملاء لتكلفتهم بتغطية مباريات المنتخب الوطني بالكوديفوار؟!, ثم هذه النخبة التي تم اختيارها للمهمة السابق ذكرها، هذه النخبة ايضا تم تفضيل بعضها عن بعض لتقيم فئة معينة في ظروف رفاهية وفنادق مصنفة بينما الفئة الأخرى تبيت في غرف الفنادق عشوائية ويعيدة المسافة عن الحدث وخالية من منافذ التهوية دون نسيان التهافت على سندويتشات تقدمها العشوائيات وسط الاكتظاظ والجوع…، وكأن عنصر التفضيل والتميز يحكم وبقوة الصحفيين الذين لم يتم اختيارهم لتغطية الحدث وحتى اولئك الذين تم تكليفهم بذلك وإهمالهم فيه.
إن اختيار الصحفيين لتغطية مباريات المنتخب الوطني بالكوديفوار يفترض أن يكون مستندا إلى معايير مهنية وقدرات صحفية.. لكن في بعض الحالات، يظهر واضحا التمييز بين الصحفيين، مما يثير تساؤلات حول قيمة العدالة والاحترافية المهنية.
أولا، يجب أن يكون الاختيار مستندا إلى الخبرة والتخصص في مجال الرياضة، وليس استنادا إلى الاتجاهات الشخصية أو العلاقات المشبوهة. وقد يؤدي اختيار الصحفيين بناء على الصداقات أو التفضيلات الشخصية إلى فقدان موضوعية التغطية الإعلامية عن بكرة أبيها.
ثانيا، ينبغي أن يكون الصحفي قادرا على تقديم تحليل دقيق وموضوعي للأحداث على الميدان، دون التأثر بانتمائه الشخصي أو آرائه الشخصية أو تعصبه او إنتمائه، وإذا كان بعض الصحفيين يفتقرون إلى هذه المهارة، فيمكن أن يؤثر ذلك سلبا على جودة التغطية الإعلامية.
ثالثا، يجب أن يكون التمييز بناء على الكفاءة والإلمام بلغة الرياضة وتكتيكاتها، وليس فقط على أساس الشهرة الشخصية أو الأسماء الكبيرة، لذلك يبدو انه قد يتم تجاهل الصحفيين المتميزين والمختصين إذا كانت لديهم ظروف مالية أقل أو ليس لديهم شبكة علاقات قوية مثل الاخرين.
لننزل إلى ساحة “اختيار الصحافيين” في هذه المهمة الصحفية المثيرة. يبدو أن هناك لجنة منتقية تتمثل مهمتها في تحديد من يستحق السفر إلى ساحل العاج لتغطية المباريات، وهذا أمر يستحق توثيقا في كتب التاريخ بكونه استثمارا رفاهيا بالدرجة الأولى.
في الزاوية الأولى من هذا اللوح الساخر، يبدو أن بعض الصحافيين يمتلكون دلائل سرية تجعلهم مرشحين دائمين للرحلات الفاخرة، ربما يكون هناك “دليل الإثبات الصحافي” غير البطاقة المهنية للصحافة، والذي يحتوي على صورة الصحفي ولائحة علاقاته، وهو ما يعتبر رمزا للشغف والجدية في مجال التغطية الرياضية كما يظهر أن هناك هرم هرمي في عالم التغطية الرياضية يتألف من الأولويات الساحقة والاختيارات العشوائية، مما يجعل الصحفيين يتسابقون للحصول على لقب “صحفي اللحظة الفارقة”،
في الختام، يجب على وسائل الإعلام والجهات المسؤولة في تكليف الصحفيين بالتغطية الرياضية أن تكون حريصة على تحقيق التوازن والتنوع في اختيار الصحفيين، مما يسهم في تحسين جودة التغطية وتعزيز النقد الرياضي الموضوعي.
اما بالنسبة للشق الثاني من الموضوع، فهو تمييز من نوع أخر، هو تمييز داخل التمييز، وبمعنى دقيق فقد تم الاهتمام بفئة من الصحافيين عن اخرى خلال تكليفهما بذات التغطية الإعلامية لمباريات المنتخب الوطني بالكوديفوار.
في كوديفوار، حيث تعتبر مهمة توزيع الصحفيين على الفنادق جزءا من معركة استراتيجية أكثر تشويقا من المباريات الرياضية ذاتها، يتميز البعض بتوجيههم إلى أبراج فندقية فاخرة، حيث يتمتعون بليال هادئة وأجواء نقية، وكأنهم يخوضون معركة الصحافة من على قمة جبل، في الجهة الأخرى، يجد آخرون أنفسهم في محاطين بغابة وسطها فندق به غرف خالية من التهوئة، حيث يشعلون شموع الإبداع بينما يتحدون الظروف البيئية. إنها ليست مجرد تغطية صحفية، بل هي رحلة حقيقية من التحدي والتمييز
لنبدأ بالصحفيين الذين يقيمون في فنادق مرقمة ومصنفة، ويتمتعون بظروف رفاهية. إليكم هؤلاء الصحافيين الذين يقضون لياليهم في أسرة فاخرة بينما يغطون المباريات، وكأنهم يشاركون في عرض أزياء للفنادق بدلا من التغطية الصحفية. يبدو أنهم يعتقدون أن كتابة التقارير الرياضية تتطلب شيئا من “الدلع”.
أما بالنسبة للجزء الثاني من الصحافيين، يبدو أنهم يخوضون تجربة الحياة البرية في فنادق دون المستوى. ربما يعتبرونها رحلة استكشافية للحياة المحلية، حيث يحاصرون بين الغرف الضيقة والخانقة والتهافت على السندويشات التي تقدمها لهم تلك الفنادق البئيسة لسد جوعهم،.
وبالنسبة لاختيار الصحفيين، يظهر أن هناك “لجنة ترتيب الراحة” تقوم باختيار المحظوظين الذين يستمتعون بالمرافق الراقية، في حين يتم تهميش آخرين إلى الذل والإهمال. ربما يعتقدون أن بعض الصحفيين يحملون في جيوبهم مقياسا خاصا للكاريزما الرياضية، ويختارون الذين يملكون “وشاحا رياضيا” أكثر من الآخرين.
في النهاية، يظهر أن هذه الرحلة الصحفية ليست مجرد تغطية للمباريات، بل هي مغامرة ساخرة تجمع بين رفاهية فاخرة وحياة برية، وكل ذلك في إطار من اختيارات مجموعة تكاد تكون عشوائية.
هل يؤثر تفاوت الفنادق في الأداء الصحفي؟ هل تكمن قوة الكتابة في تصاعد الهواء؟ هذا الصراع بين الراحة الفاخرة والتحديات البرية يضفي لمسة من التشويق على تغطية المنتخب الوطني، مما يجعل كل لحظة في هذا الميدان تحدث زلزالا في عالم الصحافة الرياضية.
هكذا، يندمج التمييز بين الصحافيين في كوديفوار بمغامرة تكتيكية، حيث يخوضون معركة يومية لتحقيق العدالة الإعلامية وإثارة تفوق الكتابة على قيد الحياة.
في هذا السياق الملحمي، يثبت الصحافيون أن الكتابة لا تعتمد على الفخامة الخارجية، بل على قوة الكلمات وروح المغامرة. إنهم يعيشون لحظات مشحونة بالإلهام في كل ركن من ركني هذا الميدان، حيث يتم كتابة التاريخ بأقلام مختلفة، بفضل تنوع الظروف والتحديات.
وهكذا يتسلل الصحافيون إلى ختام هذه المغامرة بفضول لا حدود له، يحملون معهم لحظات ملهمة وقصصا مدهشة. إنها رحلة مليئة بالتشويق والفكاهة، حيث يكوّنون حبلاً رفيعا من الأحداث المثيرة والتجارب الفريدة، ويبقون ملهمين لمواصلة كتابة حكاياهم الصحافية في عالم متنوع ومتقلب.