بقلم: مصطفى مجبر //المغرب العربي بريس
في قلب مدينة فاس، اصبح الفساد يحلق كطير من طيور
الظلام فوق سماء التحالفات السياسية، وكأنها رقصة سحرية تأخذ الأولياء في رحلة ملتوية بين الوعود الفارغة والاختبارات الساخرة.. هنا فاس ايها السادة!, حيث يتجلى الوجه المؤلم للسياسة، وتتحول أحلام الناس إلى أشلاء من اليأس.
هنا فاس، المدينة التي شهدت عبق التاريخ وجمال الثقافة، هاهي تندب حظها المرير وتعاني تحت وطأة أوزار الفساد والتآمر.
هنا فاس التي تقف وحدها في ذلك الظلام الذي تسيطر عليه الخفافيش، تشهد على تداخل السياسة والمأساة، حيث يغني الفقر ويصدح صوت اليأس في أزقتها المهدمة..
في عالم السياسة الفاسدة بمدينة فاس، يتداخل الفساد المالي بتفاصيل دقيقة من التضليل والمؤامرات. كل قرار يبدو كأنه لعبة تكتيكية معقدة، حيث يتخذ السياسيون طرقا غير متوقعة لتحقيق أهدافهم الشخصية
الملفات السوداء تتساقط كالثلوج في فصل الشتاء اكثر من المطر، ولكن بدلا من أن تكون مصدر إنذار، تصبح مادة للمتعة والتسلية للقوى السياسية، ويبدو أن الاستهزاء هو اللغة الوحيدة التي يتحدثها السياسيون، حيث يرفعون درجات الفساد كما لو كان ذلك إنجازًا يستحق التصفيق
ملفات الفساد تتنوع بين تبديد الميزانيات والتلاعب بالصفقات العامة، وكأن القوانين تكون مجرد ألعاب يستخدم فيها القوة السياسية لتحقيق غايات شخصية. الاختبارات السياسية تتسارع كالأحداث في رواية مثيرة، حيث يتم تبديل التحالفات بسرعة، وتظهر الشخصيات السياسية بأدوار مختلفة كأبطال وأشرار في نفس اللحظة
في أروقة السلطة في مدينة فاس، يلتقي الفساد بالمؤامرات، حيث ترتسم لوحة من التشويق والإثارة. التحالفات السياسية تتحول إلى لعبة ذكاء ملتوي، حيث يتنافس السياسيون في لعبة “المغامرة الفاسدة”، وكأنها سلسلة درامية مليئة بالمفاجآت والخيوط المعقدة
قاعة الجماعة، القلب النابض الذي كان ينبض بروح القرارات والتقاليد، أصبحت اليوم مكانا لأفراح زائفة وحفلات متلاطمة…قاعة الجماعة، التي كانت يومًا ما مركزا لاتخاذ القرارات الرفيعة وصناعة القرار، أصبحت خلفية لأحداث ملتهبة من الصفقات الخفية والتحالفات الخطيرة…قاعة الجماعة، التي انقلبت إلى ساحة للأفراح والضحكات المستفزة، تخفي وراء أبوابها أسرارًا مظلمة تربك خيوط الحكم والقرارات.
،فالملفات المظلمة تعتلي السلطة، تتشابك مع تحالفات تتسم بالخيانة، ويتسارع نبض المدينة بألم لا يحتمل.. قاعة الجماعة تحولت إلى ساحة للاحتفالات، أصبحت السياسة مثل مسرح هزلي، قاعة الجماعة، التي كان يفترض أن تكون مركزا لاتخاذ القرارات، أصبحت مسرحية مثيرة هزلية ومحطة للأفراح، حيث يبدو أن السياسيين يرقصون على أنغام الفساد المالي، حيث يتم تبادل التحالفات والوعود بشكل أسرع من انهيار البنية التحتية، في حين يحتدم الصراع السياسي وتتكاثر الملفات المظلمة..حيث يظهر الوضع السياسي المشين وكأنه مسرحية تراجيدية فاشلة، تحولت المدينة إلى واحدة من المشاهد الأكثر سخرية وانتقادا في الدراما السياسية المحلية.
اما الفساد المالي فيبدو وكأنه جزء لا يتجزأ من خطة الإدارة، وكأنهم يخططون لاختبار قدراتهم في تحويل الميزانيات إلى مصارف شخصية.. والحقيقة أن فاس لم تعد تشهد انتخابات، بل مجرد اختبارات بالجملة لاختيار من يمكن أن يعيش بشكل مريح في قلعة الفساد.
تظل فاس تقف بين يديها لوحة فنية مشوقة، مع كل مؤامرة وكل مفاجأة تزيد من إثارة السيناريو السياسي المعقد.وهكذا، تبقى فاس، المدينة الجميلة، تحمل أثقال وضعها السياسي المأساوي، وكأنها تعزف سيمفونية الهزلية بأوتار الفشل والتلاعب.
في نهاية هذا الفصل المؤلم لمدينة فاس، يبقى الوضع معلقا بين توقعات الغد وواقع اليوم المرير.
في هذا المسرح الملون بألوان الفساد والتآمر، يتجسد الجمهور وكأنه شاهد لحظات حاسمة في رواية غامضة. وفي لحظة الصمت العميق، تبقى مستقبل فاس ملتبسا، كما لو كانت تترقب مشهد انقلاب جديد في هذه الدراما السياسية.
هكذا، تتركنا مدينة فاس بقسوة الجمال والمأساة، وسط ألوان السياسة الظلامية، ترتقب المزيد من الأحداث المشوقة والمفاجآت الصادمة في فصلها القادم، داعية الجميع إلى التفكير في مصيرها ومستقبلها المجهول.. الجماهير تتابع الأحداث بفضول وإثارة، كما لو كانوا يشاهدون حلقات دراما سياسية متصاعدة، تجعلهم يتساءلون عن نهايتها وما إذا كانت فعلًا هي نهاية.