كيف يمكننا إشعال أنوار التراث في أحياء فاس القديمة مع غياب الإنارة العمومية؟

مصطفى مجبر11 يناير 2024
كيف يمكننا إشعال أنوار التراث في أحياء فاس القديمة مع غياب الإنارة العمومية؟
مصطفى مجبر
مصطفى مجبر

بقلم: مصطفى مجبر

في ظل تطور المدن الحديثة وتوسعها، تأتي الأحياء القديمة كتجسيد للتاريخ والتراث، إلا أنها تواجه تحديات عدة، ومن بين هذه التحديات نجد نقص الإنارة العمومية كما هو الشأن في احياء مدينة فاس، فلا شك أن أهمية الضوء ليلا يعتبر أمرا حيوياً للسكان والزوار على السواء، إلا أن الأحياء القديمة في مدينة فاس تشهد تلك المشكلة بشكل واضح ومتكرر، مما يطرح تساؤلات حول المسؤوليات والتدابير المتخذة للتغلب على هذا التحدي والمحافظة على جاذبيتها التاريخية والثقافية واستتباب الأمن داخلها..
تواجه مشاكل الإنارة العمومية في فاس تحديات عدة، فالشوارع تظل غامضة في بعض المناطق بسبب نقص الإضاءة، مما يعرض سلامة المواطنين للخطر. هذا يعكس تقصير الجهات المسؤولة في الصيانة وتحسين الأنظمة الإنارية، مما يؤثر على جودة الحياة ويُشكل عقبة للحركة الليلية بشكل عام.

إن نقص الإنارة العمومية في الأحياء القديمة بمدينة فاس يعود جزئيا إلى تقارب البنى التحتية والأزقة الضيقة، حيث تصعب هذه الظروف وضع أنظمة إنارة فعّالة، كما تتسبب هذه المشكلة في زيادة حوادث السير والجريمة في تلك المناطق، وتلقي بظلال سلبية جدا على سكانها.

علاوة على ذلك، يضاف إلى ذلك تقادم البنية التحتية وتجاوز الأنظمة الإنارية لعمرها المفترض، مما يتطلب جهودا إضافية في صيانة وتجديد تلك الأنظمة، وهذا يتطلب تخصيص موارد مالية وبشرية بشكل جاد، وهو ما قد يفتقد في بعض الأحيان.

هذا، ويمكن أن يؤدي نقص الإنارة إلى تراجع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك المناطق، حيث يتردى الجذب السياحي ويقلل من الأنشطة التجارية في فترات المساء، كما يسهم في دوران اقتصادي هش، مما يبرز ضرورة الاستثمار في تحسين البنية التحتية وزيادة جهود الصيانة في الأحياء القديمة.

من المسؤول على نقص الإنارة العمومية في الاحياء القديمه لمدينة فاس؟!:

توجد عدة جهات مسؤولة عن نقص الإنارة العمومية في الأحياء القديمة لمدينة فاس. يشمل ذلك السلطات المحلية والبلدية التي تتحمل مسؤولية تخطيط وصيانة البنية التحتية، بما في ذلك أنظمة الإنارة.

كما يمكن توجيه اللوم أيضا إلى الجهات المالية، حيث قد تكون الميزانيات غير كافية لتلبية احتياجات الصيانة والتحسين في تلك الأحياء. كما أن التعاون بين القطاعين العام والخاص قد يكون أيضا ذا أهمية كبيرة لتحسين البنية التحتية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك تحديات في تنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية، مما يؤدي إلى تأخر في حل المشاكل، كما تعزيز التعاون وتحسين التنسيق بين الجهات المختلفة يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تحسين وتطوير أنظمة الإنارة العمومية في الأحياء القديمة.

في ختام هذا، ندرك أهمية الحفاظ على تاريخ هذه الأماكن وتعزيز رونقها الثقافي، لذلك فإن تحسين أنظمة الإنارة يمثل خطوة حيوية نحو تعزيز سلامة المجتمع وتشجيع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الأماكن الفريدة.

وعليه، فيجب على السلطات المحلية، والمؤسسات الحكومية، والمجتمع المحلي أن يعملوا بتناغم لتعزيز بنية التحتية وتوفير تمويل كاف لتحسين الإنارة العمومية. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر تشجيع التفاعل بين المواطنين وتعزيز ثقافة الحفاظ على هذا التراث الفريد.

في نهاية المطاف، إن تطوير أنظمة الإنارة ليس مجرد إجراء فني، بل هو استثمار في المستقبل، يسهم في إبراز جمالية الأحياء القديمة والحفاظ على هويتها التاريخية للأجيال القادمة.

الاخبار العاجلة