لا تدع ظلام اليأس يتملك قلبك.. اسمح للنور أن يتسلل إليه

مصطفى مجبر1 ديسمبر 2023
لا تدع ظلام اليأس يتملك قلبك.. اسمح للنور أن يتسلل إليه

بقلم: مصطفى مجبر

عندما يتسلل الظلام إلى حياتنا، وتتكاثر العقبات كالأمواج الجارفة، يظل إثبات الذات وتحديد مسارنا أمرا حيويا. علما ان الحياة تبقى كما هي، مجرد تعبير عن متاهات ومشاكل لا تكاد تنتهي.. وعلى الرغم من أن الطريق يمتلئ بعقبات ومطبات لابد منها، وجب علينا أن نقرأ بين سطور تلك الأحداث التي تأتي تباعا لكي يتسنى لنا اكتشاف القوة التي تكون منزوية في أعماقنا سعيا في تحويل الطاقة السلبية إلى فرص جديدة.

ولا شك أنها تكمن بداخل كل واحد منا قوة داخلية، تستطيع اسميتها كيفما شئت، إرادة أو تحدي او السعي وراء التغيير…، هذه القوة لديها قدرة على استعادة الأمل وواسترجاع ابتسامة الحياة… فكل مشكلة هي فرصة متنكرة، تعطينا فسحة للتفاعل، فلننظر إلى عقبات الحياة كألوان الفن التي تزين لوحة إيماننا بأن الغد أجمل… وكما يقولون، “في كل بداية هناك نهاية”، فكل ما علينا هو ان نكون واثقين بأن نهاية اليأس تشير إلى بداية فجر جديد بقينا.

إن استمرارية الحياة تحتاج إلى إرادة قوية تقف بوجه الصعاب، وكما يتجلى التحدي في طيات الوقت، يكون النهوض بكل قوة هو فن الصمود… فإذا كنت تشعر بأن الحياة تلقي بك في غيابيب عراقيلها، فاعلم أنك تحمل داخلك القوة اللازمة لتدخل لحياتك النور الذي يلزمها لأنك قادر لا محالة على تحويل تلك المطبات إلى دروس تثري بها روحك وقلبك معا.

فلنتعلم من الأمل قوة التجديد، ولنقرر أن نكون مبدعين في تحقيق أحلامنا…فالحياة دورها المعلم الذي يقدم لنا دروسا قاسية، ولكن في كل تحدي نجد فرصة لبناء جسور من الأمل نعبر عبرها نحو أفق أفضل.

إن تحديد الذات يتطلب قرارا صارما منا وقد يكون أحيانا صعبا او مصيريا، وذلك يتطلب حتما إيمانا قويا بأننا قادرون على تجاوز المصاعب.. فلكل منا قصة يكتبها بنفسه أو يكتبها له القدر..فلنصنع من حياتنا قصة أدبية جميلة حتى وإن كانت احداثها حزينة وجب علينا تأليف نهاية سعيدة ومبهرة بطريقة فنية وليست مرتجلة..ففي غمرة تحديات الحياة، يأتي الفن في تحويل تلك الصعوبات إلى محطات ترتقي بنا… لنحكي قصة الركض نحو بارقة الأمل وكيف نستطيع مواجهة مشاكل الحياة بإيجابية… قد نحكي القصة المحيطين بنا وقد نحكيها للغرباء لكن حتما بين كل حين وآخر نحكيها ونعيد جميعا لأنفسنا دون ملل.

يجب الاقتناع الكامل بأن فلسفة التغيير تكمن أساسا في القبول والتقبل.. فقد يتساءل البعض قائلا إننا لا نستطيع تغيير كل شيء في حياتنا، إلا أنه يمكننا تغيير كيفية التفكير والتصرف تجاهه.. فعندما نتقبل الحقيقة بكل واقعيتها، نمهد الطريق لبداية جديدة ونكون قد تخطينا نصف مشوار التشافي.

إن الركض نحو بارقة الأمل يبدأ بالتحول الداخلي… لذلك يجب أن نكون قويين ونقوم بتصفية طاقتنا السلبية، فالتفاؤل هو الوقود الذي يضيء لنا الطريق…مع استغلال الصعاب لتطوير ذاتنا والذي يجعلنا أقوى وأكثر حكمة.

ثم بعد كل ما قيل، يأتي دور تحديد الأهداف.. عندما نعلم إلى أين نتجه، يصبح الركض أمرا طبيعيا… فقد تكون الأهداف صغيرة في البداية، لكنها تشكل خطوات صغيرة نحو التغيير المستدام والايجابي.

عزيزي القارئ، لا تنسى أهمية الدعم الاجتماعي ايضا وتأثيره على الحالة النفسية.. فالركض في عزلة قد يكون صعبا جدا، لكن عندما نجمع قوانا مع قوة الآخرين، نصبح قوة لا يمكن إيقافها، لأن الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكونوا دافعا قويا ومصدر إلهام واستشفاء نفسي.

وأخيرا، يتطلب الأمر الصبر والاستمرار… الركض نحو بارقة الأمل ليس سباقًا قصيرا، بل رحلة طويلة قد تحمل معها تحديات جديدة. لكن عندما نظل ثابتين ونستمر في الركض، نكسر قيود الظروف ونبني حياة تتلألأ بضوء الأمل.

والآن، عزيزي القارئ سأعطيك أمثلة حية على أشخاص ذاع صيتهم في العالم حتى بعد رحيلهم عنه وأصبحوا قادة ومشاهير يحتدى بهم في كل زمان ومكان بفضل إصرارهم على مقاومة المصاعب والمكتبات التي لم تهدم بداخلهم سوى اليأس والخذلان .. وجعلت منهم جبالا صلبة قائمة بذاتها على ذاتها:

نيلسون مانديلا: كان رمزًا للنضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. قضى عقوبة طويلة في السجن، ولكنه تحدى الظروف القاسية وأصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وحاز على جائزة نوبل للسلام.

هيلاري كلينتون: واجهت تحديات كبيرة كامرأة في ميدان السياسة. على الرغم من الصعاب، تحدت توقعات الكثيرين وتمثلت كأول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في ترشيح حزبها لرئاسة البلاد.

ستيف جوبز: مؤسس شركة أبل، واجه الفشل والطرد من شركته الخاصة، ولكنه تحدى هذه الصعوبات وأحدث ثورة في عالم التكنولوجيا، حيث ساهمت منتجاته في تغيير الطريقة التي نعيش بها.

هيلن كيلر: عاشت هيلن حياة صعبة بسبب إعاقتها الحسية واللغوية، لكنها أصبحت مؤلفة وناشطة اجتماعية، وأول شخص أعمى وأصم حاصل على شهادة البكالوريوس في الفنون.

ستيفن هوكينغ: العالِم الفيزيائي الذي عاش مع مرض التصلب الجانبي الضموري، ومع ذلك أحدث ثورة في مجال الفيزياء وكتب أعمالًا مهمة مثل “نسبية الحدث الكبير”.

هوالأمثلة كثيرة على هؤلاء الشخصيات الشهيرة والفلاسفة الذين قاموا بتحديات الحياة بشكل قوي، ونجحوا في تحقيق إنجازات كبيرة رغم الصعوبات التي واجهوها.

وختاما عزيزي القارئ، كن كزهور الأوركيد التي تعيش على الصخور، وتتألق بألوانها الزاهية وتكويناتها الفريدة.. او مزهرة الجيدونيا التي تستطيع تنبث من الصخور بل والأكثر من ذلك فهي تتميز بقدرتها على تخزين الماء لتسقي به نفسها كلما احتاجت لذلك.

الاخبار العاجلة