بقلم: مصطفى مجبر
لكل مهنة قصة وأسرار وبداية ونهاية، وفي عالم الصحافة بدايات لا تنتهي، فمهنة الصحفي هي رحلة تذكرتها النضال والكفاح، ورحلة كفاح الصحافة والإعلام تعكس تحديات كثيرة أكثر من أية مهنة أخرى، بدءا من محاولات التدخل السياسي والاقتصادي في التغطية الإعلامية، إلى التهديدات الأمنية التي يواجهها الصحفيون خلال تأدية مهامهم. ناهيك عن الضغوطات المالية وتطويق حرية التعبير…
في عالم الصحافة والإعلام، يتجلى الكفاح والتحديات بشكل واضح، إذ يواجه الصحفيون إكراهات متعددة، منها القيود الحكومية، والتضييق على حرية التعبير. ويجسد هذا الكفاح في تحقيق التوازن بين نقل الحقيقة وتفادي المضايقات.
في رحاب الصحافة والإعلام العربي يتجلى الكفاح كركن أساسي، حيث يواجه الصحفيون تحديات جسيمة. تتنوع هذه الإكراهات من قيود الرقابة الحكومية إلى التهديدات الشخصية، مما يجعل ممارسة مهنة الصحافة تحفل بالمخاطر ، فلا عجب أن سميت بمهنة المتاعب
وفي عالم الصحافة العربية، يتجلى الكفاح كحكاية مستمرة تنطلق من بين صفحات الأخبار، إذ يعيش الصحفيون تحديات لا تعد ولا تحصى، فتتنوع بين قيود الرقابة والتضييق على حرية التعبير، حيث تتقاطع الأوضاع الاقتصادية والسياسية، مما يجعل ممارسة هذه المهنة تجربة معقدة جدا، ومع ذلك، يظل الصحفيون يثبتون إرادتهم في نقل الحقيقة والوقوف بوجه الإكراهات، بغرض تشكيل رؤية أكثر صفاء وتوعية في المجتمع العربي.
إن الصحافة والإعلام يواجهان التحديات المتزايدة في عصرنا الحالي، وبشكل ملفت للأنظار، كمسألة انتشار الأخبار الزائفة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل الرأي العام، ولذلك وجب على وسائل الإعلام العمل بجدية لضمان الدقة والشفافية في نقل المعلومات وتوفير محتوى متوازن ومقنع.
إن التحديات التي تواجه الصحافة اليوم تتضمن انتشار الأخبار الزائفة، والتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات غير الموثوقة. كما يشمل ذلك التحديات الاقتصادية مثل تراجع إيرادات الإعلانات وتحول القراء نحو وسائل الإعلام الرقمية، مما يؤثر على استدامة الصحافة التقليدية. ورغم ذلك فيجب على الصحافة أن تحافظ على أهميتها في ضوء هذه التحديات من خلال تعزيز المهنية والجودة في التغطية الإعلامية.
وتتفاوت درجة الحرية الصحفية حول العالم، كما ويواجه الصحفيون العديد من الإكراهات أثناء ممارستهم لعملهم، مما يؤثر على نوعية التقارير والمعلومات التي يقدمونها للجمهور، بالرغم من كون الابتعاد عن التحيز والالتزام بالنزاهة يظلان تحديات أساسية في عالم الصحافة.
على الرغم من هذه التحديات، يظل الصحفيون يلعبون دورا حيويا في نقل الأخبار وفتح النقاش العام، مساهمين في بناء مجتمعات مستنيرة.
إن النضال في مجال الصحافة يمثل ركيزة أساسية لضمان حرية التعبير وتوفير المعلومات الصحيحة للمجتمع.. كما وتتسم الرسالة الصحفية بأنها أداة فعالة في تسليط الضوء على القضايا الهامة ومحاسبة السلطة. إذ ينبغي للصحافيين أن يكونوا على استعداد لمواجهة التحديات والضغوط التي قد تعترضهم خلال أداء واجبهم.
هذا ومن المؤكد أن الضغوط في مجال الصحافة تعتبر تحديا كبيرا يمكن أن يعرقل الجهود الصحفية ويطمس مجهودات الصحفي في الحصول على المعلومة.. لذلك يجب على الصحافيين النضال من أجل الحفاظ على استقلاليتهم وعدم الانحياز، رغم القيود التي قد تفرضها الجهات الفاعلة المختلفة، فالصحافة الحرة والنزيهة تعتمد على شجاعة الصحفيين في التغلب على الضغوط مهما كان نوعها وكشف الحقائق.
في هذا السياق، يتطلب النضال في الصحافة تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية والأخلاقيات المهنية، لذلك يجب أن يكون الصحافي قادرا على تحقيق التوازن بين تلبية حق الجمهور في المعلومات والحفاظ على دقة الخبر ونزاهته.
وبشكل عام، يظهر النضال في الصحافة كمحفل للدفاع عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعليه فإن تحقيق التوازن بين الحرية الصحفية والمسؤولية يسهم في بناء مجتمع يعتمد على تيارات المعلومات الصحيحة والشفافة.
وفي لحظة يتعبر فيها الصحافي عن حبه لمهنته، ينبع هذا الحب من قناعة عميقة بقيمة الصحافة النبيلة والدور الفعّال الذي تلعبه في بناء مجتمع يعتمد على حقيقة وشفافية المعلومات، حيث يكمن في رحاب هذا الحب تفاني الصحافي في البحث عن الحقيقة ونقلها بأمانة وشجاعة.
إن مسالة الصحافة تتجلى في قدرة الصحافي على رصد القضايا وتسليط الضوء على الظلم والفساد، لكونها رسالة تتسم بالمسؤولية والإلتزام بقيم النزاهة والعدالة. إذ يتجلى حب الصحافي لمهنته في استعداده للخطر والتحديات التي قد تواجهه أثناء تأدية دوره كباحث عن الحقيقة، كما أن قيمة الصحافة النبيلة تكمن في قدرتها على تشكيل الرأي العام وتوجيه التوجهات الاجتماعية. فاللصحافي الذي يحمل حبا حقيقيا لمهنته يسعى دائما لتحقيق التوازن بين الحرية والمسؤولية، ويكرس جهوده للكشف عن الحقائق حتى في وجه التحديات..
وفي نهاية المطاف، يكون حب الصحافة مصدر إلهام للصحافي ليظل ملتزما برسالته النبيلة في خدمة المجتمع وتعزيز قيم الديمقراطية والحقوق الإنسانية.