أوضح البروفسور هاشم تيال، الأخصائي في الأمراض العقلية والنفسية، أن مخدر “البوفا” يعد من أكثر المخدرات قوة، إذ يعطي للمستهلك قوة ونشاطاً زائدين بالمقارنة مع الأشخاص العاديين، إلى جانب أنه يتسبب في نوبة من العصبية والعنف قد تؤدي بمستهلكه إلى إيذاء نفسه أو القتل والاغتصاب، كما يؤدي في غالبية الحالات إلى الاعتداء على الأشخاص دون دراية من المستهلك لأنه تحت تأثير “البوفا”.
وقال تيال إن هذا المخدر يمنح للمتعاطي إحساسا سريعا بالنشوة منذ الاستعمالات الأولى، إلا أن مفعوله ينتهي بسرعة ما يجعل متعاطيه يهرع لأخذ جرعات جديدة، مؤكدا أن جرعة واحدة فقط من هذا المخدر كافية للسقوط في فخ للإدمان.
وأوضح المتحدث، حسب ما أورده اليوم الاثنين موقع جريدة “الصحراء المغربية”، أن مخدر “البوفا” أصبح منتشرا في صفوف الشباب والمراهقين، وبالتالي ينبغي التصدي لهذا الفيروس نظرا للآثار المدمرة لهذا النوع من المخدرات، خاصة أنه يمزج في بعض الحالات بمشروبات كحولية أو مخدرات أخرى كالحبوب المهلوسة أو الحشيش، للوصول إلى النشوة أو لبلوغ إحساس عابر بالقوة الذهنية والجسدية والاندفاع…
وعن خطورة مخدر “البوفا”، قال الاخصائي، إن متعاطيه مهدد بمضاعفات صحية خطيرة مثل ضعف في القلب، كما أنه يغيّب العقل ويسبب هلوسات خطيرة، ويتسبب في العجز التام، وقد يتسبب في بعض الحالات بالموت المفاجئ.
ذات المصدر كشف أن حوالي نصف نزلاء قسم الإدمان بمستشفى الطب النفسي الرازي تيط مليل بالدار البيضاء هم ضحايا “البوفا”، إذ يبلغ متوسط أعمارهم ما بين 13-22 سنة، أي غالبيتهم من المراهقين، ويرجع السبب إلى سعره الرخيص جدا بالمقارنة مع باقي أنواع المخدرات، بحيث يصل سعره إلى 10 درهم للجرعة، وفق ما أكده مدير مستشفى الرازي.
ويتكون مخدر “البوفا” من بقايا مخدر الكوكايين، الذي يتم طبخه على نار هادئة مع مادة “الأمونياك”، ليتحول إلى شكل صخرة أو كريستال، ليجرى استعماله عن طريق الاستنشاق.
وفي إطار مكافحتها للجرائم المرتبطة بالمخدرات، أعلنت وزارة الداخلية في آخر إحصائيات تم تسجيلها خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2020 إلى متم شهر ماي 2023، حيث تم تسجيل ما مجموعه 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا”، مؤكدة أنها لم تسجل أي منها بمحيط المؤسسات التعليمية، كما تم حجز حوالي ثلاثة كيلوغرامات من المخدر، وإيقاف 282 شخصا وإحالتهم على العدالة.
وحول انتشار المخدرات بمختلف أنواعها في محيط وجنبات المؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي 2022/2023، لفت وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إلى معالجة ما مجموعه 3 آلاف و870 قضية جرى على إثرها إيقاف 4 آلاف و286 مشتبها فيه.
وذكر الوزير أن ما مجموعه 713 ألفا و782 متمدرسا من 8 آلاف و675 مؤسسة تعليمية مستهدفة من مختلف المستويات، هي حصيلة عدد المستفيدين ضمن هذه الفئة من الحملات التحسيسية المنظمة من لدن مصالح المديرية العامة للأمن الوطني على مستوى المؤسسات التعليمية والتكوينية، خلال الموسم الدراسي الماضي.