التبجح بالقول: (انا صحافي) لا يمث للصحافة في الشيء، لأن هذه الأخيرة اصبحت “بريستيج” عند معظمهم ممن يتشدقون بإطلاق صفة “صحافي” على انفسهم، ويا ليتهم حافظوا على بريستيجهم وبريستيج المهنة التي اصبح يمتهنها كل من هب ودب ممن لا اخلاق لهم لا مهنيا ولا حتى إنسانيا.
وإذ ذكرت هذه المقدمة، فهي اقل ما يوصف به المشهد الذي عشناه صباح اليوم الأربعاء عند افتتاح إحدى المصحات الخاصة بمدينة فاس، حيث تكثل فيه مجموعة من الوجوه الإعلامية المشرفة، إلا ان بعضها لم يكن مشرفا لا للمهنة ولا للمناسبة ولا حتى لنفسه، وذلك بدا واضحا عندما قام احد مراسلين موقع يهتم بالاخبار الاقتصادية للمغرب، حيث اعتقد صاحبنا أنه الصحفي الوحيد الموجود في المكان، فكان ان قام بالاعتداء بالإهانة والإلغاء لمدير المغرب العربي بريس إذ لم يعتبره في سن والده فكان عليه ان يحترم عمره المهني وخبرته الإعلامية التي تقترب من عمر هذا المراسل الطائش.
إن لكل مهنة أخلاقها وقوانينها، واخلاقيات مهنة الصحافة يتصدر قائمتها الطويلة الاحترام والمنافسة الشريفة لا الإقصاء والإلغاء لباقي المنابر الحاضرة.
لعل الصحافة التي تعلمناها وزاولناها على ايادي كبار الصحفيين لم تعد كما في السابق، كيف لا وقد اصبح كل ذي جهاز رقمي مراسلا صحفيا ومتطوعا لكن يشتغل لحسابه بالشحاتة والابتزاز والتملق والتقاط الصور مع الشخصيات المشهورة؟!.
بادروا يرحمكم الله لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه صاحبة الجلالة، فلا جلالتها حفظت ولا قداستها رفعت، فقد أصبحت بعض الصحافة عهرا وبعض مراسليها خبراء في القوادة، بل حتى القوادة ما يزال اصحابها وممتهنيها يقدسون قوانينها ويحترمون مناهجها، فلكل شريعة منهج، ولكل عيش خباز، واعطي العيش لخبازه ولو اكل ثلاث ارباعه!.