هذه المرة لم يخرج من النيل.. بقر عجاف يخرج من حكومة “أخنوش”

بقلم:مصطفى مجبر

صدق من قال الزمن يعيد نفسه، في ضل التلاعبات المستمرة في بلادنا السعيد ها نحن نشهد حلم ” أمنحوتب ” الفرعوني الرابع يتحقق على أرض الواقع، لكن هذه المرة لم تخرج “البقرات العجاف” من نهر النيل وإنما من حكومة عزيز المغرب “أخنوش” ، برنامج « المخطط الأخضر » يتحول إلى “المخطط اليابس” ويأتي بمهزلة لأول مرة في التاريخ المغربي، 2800 من البقرات العجاف اليابسات تطأ أقدامها في ميناء الجرف الأصفر بالجديدة، والتي استوردتها الحكومة المغربية من أراضي برازيلية أو نقول بصريح العبارة من ” أدغال البرازيل”، بغية سد الخصاص الذي يعانيه المغاربة من مادة اللحوم الحمراء. كل هذا يفتح لنا مجالا لطرح السؤال المصيري الإنساني ومخاوفه، إلى أين ؟ هل نحن في إتجاه خلق الإنسان الماوكلي من جديد؟

صدق المثل الشعبي حين قال ” جا يعاونو فحفير الساس، هرب لو بالفاس” مثل شعبي ينطبق على عزيز المغرب أخنوش ، الذي أتى على سنابل المخطط المغرب الأخضر PMV الذي يصرف عليه ألاف الملايين لسد حاجيات الشؤون الزراعية بالبلاد، لنتفاجأ بهذه المهزلة التي تسترخص وتقزم من قيمة المواطن المغربي.

وكما هو واضح هذه الأبقار الهجينة من صنف الجموس يذكر انها أرخص بأربع مرات من لحم البقر العادي الصحي الذي تعودنا إستهلاكه، حيث ثمن الكلغ من لحم هذا البقر الهجين لا يتعدى 25 درهما، ويسمى هذا البقر الهجين ب” “جيرولاندو” وهو بقر مهجن أصله من منطقة هندية تسمى بالجير، وكما هو معروف فهذا النوع من البقر يتم تقديسه في الهند السبب الذي يجعل منه متوفرا بكثرة نظرا لتقديسه من قبل الهنود، ما أدى إلى تهجينه حتى أنتج لنا هذا الصنف البرازيلي والمسمى ب”جيرولاندو”، فقط يجب أن نذكر مسؤولي المخطط شبه الأخضر أن الهدف من اعتماد المخطط هو مُحاربة الفقر وتعزيز الحفاظ على كثافة سكانية معينة في المناطق الريفية، وليس إنتاج إنسان من نوع الفايكنج . ولعل الكلام كثير سنكتفي بطرح السؤال فقط، أين هي الملايير التي كانت تصرف على المخطط الأخضر قبل أن نلتهم جيرولاندو؟