أرجأ الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، إيلون ماسك، موعد العرض الذي تنظمه شركته نيورالينك Neuralink للإعلان عن تفاصيل زرع شرائح كمبيوتر لاسلكية للدماغ البشرية، لمدة شهر إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني، من دون أن يقدم مزيدًا من المعلومات.
إليون ماسك.. الهدف من المشروع و التجارب السابقة :
منذ العرض الذي قدم خلاله إيلون ماسك آخر ما توصلت إليه شركته “نيورالينك” منتصف عام 2019، انقسم المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض لما يقوم به ماسك وشركته، فهناك فريق يرى أن ماسك يُحدث ثورة تقنية من شأنها نقل البشرية إلى عالم “ما بعد الإنسانية”، بينما يتّهمه الفريق الآخر بأنه يتخطى الحواجز الأخلاقية ويُخطِّط لاحتلال أدمغة البشرية على غرار مجموعة أفلام “تيرميناتور”.
من جانبه يرى ماسك أن هذه التقنية من شأنها أن تقوم بدمج العقول البشرية مع الآلات بالشكل الذي يسمح لتطوير سلاح بشري متطور لمواجهة سيطرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، بالإضافة إلى توسيع كيفية تفاعل البشر مع بعضهم البعض ومع العالم وحتى مع أنفسهم.
وفي هذا السياق قال ماسك: “لن تستطيع نيورالينك فجأة تملك الرباط العصبي وتبدأ في السيطرة على أدمغة الناس”. فهو في النهاية يريد تحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي، كون أن البشر سيتخلفون عن الركب مقابل الذكاء الاصطناعي في المستقبل. ومن ثم، يريد إنشاء تقنية تسمح بالاندماج مع الذكاء الاصطناعي.
إن ما يتحدث عنه إيلون ماسك ليس بجديد، بل هو خطوة أخرى على طريق تطور تقنية التكنولوجيا العصبية التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي هدفت أيضاً إلى ربط الإنسان بالآلة، وهو الأمر الذي أكد عليه إكس هوداك، رئيس “نيورالينك”، في العرض التقديمي يوم 16 يوليو/تموز 2019 إذ قال: “لم تأت نيورالينك من العدم، هناك تاريخ طويل من البحث الأكاديمي. نحن هنا بالمعنى الأعظم، نبني على أكتاف العمالقة”.
وإذا عدنا بالزمان إلى الوراء نجد عمليات زراعة القوقعة، التي من خلالها يجمع ميكروفون خارجي الأصوات ومن ثم يعالجها وينقلها كإشارات كهربية إلى العصب السمعي خلف الأذن، الذي يترجم تلك الإشارات إلى أصوات، وبذلك يتمكّن الأصم من السمع مرة أخرى. وهناك تجارب مشابهة اليوم توظّف الكاميرات بالطريقة نفسها ليتمكن فاقدو البصر من الرؤية.
Neuralink show & tell now on Nov 30
— Elon Musk (@elonmusk) October 23, 2022
التعاون بين ذكاء البشري والآلات :
تهدف شركة نيورالينك التي شارك إيلون ماسك في تأسيسها في 2016 ومقرها سان فرانسيسكو إلى زراعة وصلات لاسلكية تربط بين الدماغ والكمبيوتر وتضم آلاف الأقطاب الكهربائية، في أكثر عضو بشري تعقيدًا.
وحال نجاح الفكرة سيكون العالم على أعتاب واقع جديد سيفرض التعاون بين ذكاء الإنسان والآلة، بواسطة تقنية brain interface التي تستهدف ربط دماغ الإنسان بالكمبيوتر.
ويعد الملياردير إيلون ماسك من أبرز المساهمين في إعادة تكنولوجيا brain interface إلى الضوء، معلنًا عدة مرات خلال العام الماضي أن شركته نيورالينك Neuralink ستبدأ زراعة رقائق إلكترونية في دماغ الإنسان ابتداءً من عام 2022، ومن المعروف أن هذه الرقائق تم تطويرها وفقًا لتكنولوجيا brain interface.
وتقدر ثروة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، اللحظية على فوربس بـ 214 مليار دولار، واشتهر بتنفيذه عدة مشروعات ثورية من خلال شركة تيسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، وشركة سبيس إكس للفضاء.
أعلن ماسك العام الماضي عن مشروع ستتشارك فيه شركتا تيسلا ونيورالينك لتطوير روبوت قادر على القيام بالمهام الخطرة والمملة، مؤكدًا أنه سيصبح قادرًا على التنقل في العالم من تلقاء نفسه، دون أن يتم تلقينه خطوة بخطوة، وبدلاً من ذلك، يجب أن يكون قادرًا على أداء مهام متقدمة مع الفهم المعرفي للأوامر البسيطة، مثل “التقاط البقالة”.
تمكنت شركة نيورالينك الناشئة في أغسطس/ آب عام 2021 من جمع 205 ملايين دولار في جولة تمويل السلسلة C، وذلك بعدما لفتت الشركة انتباه وسائل الإعلام قبل عدة أشهر من نفس العام في أبريل/ نيسان، حيث عرضت فيديو يظهر قردًا يبلغ من العمر 9 سنوات يقوم بلعب لعبة الفيديو “مايند بونغ” بمفرده، بعد زراعة شريحة في عقله من قبل الشركة.
زرع شرائح في الدماغ البشري :
تهدف شركة Neuralink التي أسسها ماسك في عام 2016، ومقرها سان فرانسيسكو، إلى زرع شرائح كمبيوتر لاسلكية للدماغ للمساعدة في علاج الحالات العصبية مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات النخاع الشوكي ودمج الجنس البشري مع الذكاء الاصطناعي.
وذكر الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، إيلون ماسك، في أغسطس/آب أن الحدث سيعقد في 31 أكتوبر/ تشرين الثاني.
وقال ماسك في عرض تقديمي عام 2019 إن شركة Neuralink كانت تهدف إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية لإجراء تجارب لزرع رقائق في البشر بحلول نهاية عام 2020، لكن الشركة لم تحصل بعد على مثل هذه الموافقة أو طرح منتج في السوق.
تواصل ماسك مع شركة Synchron التي تطور شرائح الدماغ بشأن استثمار محتمل بعد أن أعرب عن إحباطه لموظفي Neuralink بسبب تقدمهم البطيء للفوز بالتصريح التنظيمي لأجهزتها.
