عندما يتبرأ مجتمع القردة من مجتمع البشر..

رئيس التحرير28 مايو 2022
عندما يتبرأ مجتمع القردة من مجتمع البشر..
رئيس التحرير

بقلم: مصطفى مجبر
كلنا يعلم الخوف الذي اصبح يراود العالم اجمع، بكل شعوبه، دوله المتقدمة والنامية على السواء، الخوف الساكن بين اضلعنا من هجمات الاوبئة التي أصبحت تهدد البشرية تباعا.

فبعد فيروس كورونا، والذي لم ينقطع عن العالم بشكل نهائي، هاهو ذا داء القرود يطل علينا بكل جراة وعشوائية، مع ان القردة تتبرأ من هذا الفيروس براءة الذئب من دم بني يعقوب.
لعل داء القردة هذا يذكرنا بفيلم “كوكب القردة”/ “planète des singes”، وهو فيلم يحكي في كل اجزائه عن سيطرة القردة على كوكب الأرض واندثار العنصر البشري على وجه البسيطة، بحيث اصبحت القرود تهيمن على البشر وتجعلهم في اقفاص كأنهم حيوانات أليفة، كما انهم أسسوا مجتمعاتهم بكل دقة وإتقان، وكان منهم الساسة وصناع القرار والمخترعون…

إلا أنه ما من جزء من سلسلة فيلم “كوكب القردة”، إلا وركز كاتب القصة وبشكل كبير على عنصر التنظيم والوعي والاندماج في المجتمع القردي، فهذه العوامل مجتمعة هي التي ساعدت ومكنت للقردة من تأسيس مجتمعاتهم على أرضية صلبة، كما وجعلتهم يحافظون عن النوع القردي ويتكاثرون امتدادا لأجدادهم محافظين على حضارتهم و موروثاتهم وقيمهم بكل انواعها.

للعلم، فإن داء القردة ليس جديدا على العالم، فقد أفاد باحثون أن فيروس جدري القردة قد ظهر لأول مرة سنة 1970، ولم يكن أبدا مضرا بالبشر أو خطرا على حياته، وإنما عند عودته سنة 2022 فلم تكن أبدا العودة محمودة، فقد رجع أكثر قوة وأشد خطرا من ذي قبل، ولكن وللأمانة، فمجتمع القردة لم يشتك قط من هذا الفيروس الغريب عنهم!.

وبعد كل ما سبق ذكره، فلا يجب علينا الاستهانة او التقليل من شأن السادة القردة، فهم لهم مميزاتهم الخاصة التي تجعلهم متآزرين مع بعضهم البعض، فلا جرم ان نكن لهم نحن البشر كل الاحترام والتقدير، وأن نتعلم منهم أكبر ميزة فيهم، وهي “التراجيديا”، حيث يختلط الهم بالكوميديا، والأزمة بالسخرية، والتقليد لكل شيء، فالتقليد محاولة لاباس بها، فإن لم نستطع التعلم بالتقليد فعلى الأقل نكون قد حاولنا فعل شيء ما، ولم نبق مكتوفي الأيدي امام الشدائد والأزمات، وحتى وإن لم ننجح في التقليد فيكفينا شرف المحاولة.

الاخبار العاجلة