أسية اسحارت
يشهد التاريخ أن البشر هم أكثر المخلوقات أنانية، عاثوا في الأرض فسادا بحجة الاستقرار وفرض السيادة على الأرض، تمسكوا بلعنة “العقل” واستخدموه في بناء مستقبل البشرية، شيدوا البنيان وغاصوا بغياهب المحيطات، وصنعوا الحروب لاختبار مدى ذكاء الصناعات.
الإنسان عدو نفسه قبل الآخرين، كومة من التناقضات وعقدة الوصول تعبد له الطريق، تمكن من خرق قواعد الطبيعة ورسم لوحته المحرمة على تفاصيل الكون، خلق لنفسه بطلا ينقذ البشرية لكنه غاب عن دور الشرير الذي يلعبه مع الطبيعة، تجاهل أو بمحض الصدفة هكذا يرى الإنسان نفسه، منذ ولادته الأولى وهو يحارب لنيل الاعتراف، جابه العواصف والبراكين والأوبئة في الوقت يواصلفيه تحدي حقيقة الموت المطلقة، لأنه يؤمن أنه كائن أحق بالخلود.
تراقب الأرض تمرد صغارها، وتقاوم الرغبة في البكاء لاسيما وأن الانسان فضيع عند تقدير النعم، كم تظهر وقاحة الانسان عند تلفيق التهم إلى الطبيعة كأنها لقمت السلاح وحدها دون دعم خسيس من بني البشر، من الذي تسبب في ثقب الأوزون وتدهور المناخ العالمي، ومن الذي صنع الفيروسات وعمل على اختبارها، ماذا عن التلوث من هيأ له الظروف المناسبة؟
لغة الأرقام لا تكذب، والموت يخطف من البشر الكثير فيما الطبيعة تقاوم الغضب حتى لا تقدم على انتحار جماعي ترد فيه اعتبار عطائها، هنا تكمن أنانية البشر إذا في تسخير العقل لكل ما من شأنه تهديد الوجود، حتى وإن كان البقاء ما يشغل بال الإنسان، الا أنه يقتل بطريقة او بأخرى حق آخرين في العيش، بسبب الحروب وإلغاء دور الطبيعة في متابعة تعاقب الفصول.
إن النهاية مرحلة لا مفر منها، ويبدو أن الإنسان على قدر ذكائه متورط في كتابة سيناريو النهاية.