المغاربة بين هدنة مع المشهد السياسي واستنكار نشر السياسين غسيلهم وتصفية حسابات قديمة

رئيس التحرير17 مايو 2022
المغاربة بين هدنة مع المشهد السياسي واستنكار نشر  السياسين غسيلهم وتصفية حسابات قديمة
رئيس التحرير

أسية اسحارت

بات جليا اهتمام نسبة مهمة من المغاربة بالشأن السياسي، وتتبع مجريات صنع القرار الحكومي، والتقصي خلف مصداقية حوار السياسين والقادة، ولعل الانتخابات التشريعية الأخيرة كانت النافذة التي فتحت المجال أمام المغاربة لفرض هدنة بين المواطن المغربي والتوجس السياسي، حينها تابع وبكل حذر انطفاء مصباح العدالة والتنمية وهزيمته المدوية، ثم تحليق حمامة الأحرار وانتزاعها الصدارة.

لم يعد المواطن المغربي البسيط متخلفا عن إبداء ملاحظاته، وتفسير المشهد السياسي انطلاقا مما يصله من معطيات، والتي تحركها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سريع بغض النظر عما إن كانت الطريقة صحيحة، انها مرحلة متقدمة منحت المواطن حق الانتقاد والبحث عن طرق تمريرها.

الا أن الصدمة تجاوزت واقع تدبير الحكومة الجديدة بقيادة عزيز أخنوش، إذ بعد محاولة الصلح بين المغاربة والسياسة وخلق جسر للتواصل، وجد المواطنون أنفسهم أمام “شعبوية” الحوارات، واستمرار سلسلة التراشق بالكلمات بين قادة الأحزاب، وبدل توجيه الخطاب إلى المواطن وتوضيح معالم القرارات الحكومية، بات “متفرجا” للإبداع في خلق نكتة سياسية الهدف منها السخرية وتصفية حسابات.

كان آخر هذه “الدراما السياسية”، الهجوم الثنائي الذي جمع عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، لم يتردد كل منهما في الهجوم على الآخر بأسلوب شرس ولغة تفتقد للدبلوماسية والرزانة، وصف العلمي بنكيران ب “الذئب الشارف” و “الحلايقي” المشجع على الفوضى بدل طرح البدائل، اما الرد من بنكيران كان سريعا، قائلا :”كبرنا بالحمار، وإذا كنت أنا ذئب شارف انت غا حميّر”.

كان تراشق السياسيين كفيلا أن يثير جدلا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تناقل العديد منهم مقاطع فيديو للهجوم المذكور، وسط سخرية وحسرة في الوقت نفسه، إذ تساءل البعض انه كيف لهذه اللغة وهذا الأسلوب أن يصنع غدا أفضل للمواطن المغربي، الذي مازال يراهن على تحسين ظروف عيشه مع غلاء الأسعار والأزمة الراهنة، فيما استنكر آخرون استغلال السياسيين لمراكزهم لتصفية حسابات قديمة ونشر الغسيل على مرأى الجميع.

الاخبار العاجلة