بقلم مصطفى مجبر
في تدوينة مثيرة للجدل نشرها على حسابه الخاص على الفيسبوك محمد الزعيم الاستقلالي السابق يشكر من خلالها الدكتور العمراوي الاستقلالي ايضا و وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، يشكرهما بكل حماس على تقديم العلاج والعناية للسيد الهادي فطري قاسمي، والذي قام الرجلان بالتدخل لتوفير كل الظروف المطلوبة لتوفير العلاج لصديقه بمستشفى الغساني بفاس.
هذه التدوينة الحمقاء أثارت حفيظة نشطاء الفيسبوك الذين أمطروا العالم الأزرق بكم من التعليقات التهكمية الممزوجة بالكثير من الاستغراب والدهشة خصوصا أن الزعيم ذكر أنه هاتف وزير الصحة من أجل التدخل في الأمر، ويقول إن الوزير رد عليه بمكالمة شخصية في الحال ليطمئنه بأن كل شيء سيكون على مايرام، فيعود الزعيم ويشكره على الفيسبوك عنوة، إذ كان يكفيه شكره على الهاتف، فمتى كان الحق في العلاج يستوجب الشكر والامتنان واستفزاز المغاربة؟!
هل يجب على المغاربة أن ينشروا على حساباتهم الفيسبوكية، في حالة توفر جميعهم على الفيسبوك، ان يكتبوا شكرا آيت الطالب لم نجد سريرا في المستشفى ومرضانا يرقدون في الممرات.. ، أم يجب على مرضى السكري أن يكتبوا شكرا آيت الطالب لم نجد الأنسولين في المستوصفات الحكومية والموظفون يقولون لنا كل مرة بأن احتياطي الأدوية قد نفذ من مخزون المستوصف! ، هل يجب على المغاربة أن يشكروا السيد وزير الصحة حين يمنعهم رجال الأمن الخاص بالمستشفيات الحكومية من ولوج أبوابها من “السيكيريتي” الذين وكلت إليهم مهام كل شيء، فهم الكل في الكل في المستشفيات يأمرون ويزجرون ويعطون المواعيد ويضعون القطرات في عيون المرضى ويلفون الضمادات عوض الممرضين والممرضات؟!. أم بالأحرى هل من الواجب على كل المغاربة أن يتوفروا على رقم هاتف السيد وزير الصحة من أجل ان يتدخل لهم في توفير الحق للعلاج؟.
مع أصدق متمنياتنا بالشفاء للسيد الهادي القاسمي، فإن تدوينة الزعيم بها الكثير من الاستفزاز والتباهي والمفخرة بتدخل البرلماني العمراوي وخالد أيت الطالب، والمعروف عنه أنه رجل خدوم منذ أن كان مديرا بالمستشفى الحسن الثاني بفاس، لكن ما يعاب على الزعيم وما يجب أن يدركه جديا، أن وزير الصحة لا يملكه الزعيم وحده، بل هو ملك للجميع ولكل المغاربة الحق في وزير الصحة كما ولكل المغاربة الحق في العلاج.
