احتفل فريق المغرب التطواني لكرة القدم، الأحد، بالذكرى المئوية على تأسيسه، من خلال احتفالية كبيرة بملعب سانية الرمل، بحضور جماهير الفريق التي ملأت المدرجات احتفالا بهذه المناسبة.
ورفع مناصرو الفريق التطواني، شعارات كثيرة وثقت حجم ارتباطهم بالنادي، والشغف الكبير الذي يربطهم به، إلى جانب ترديدهم للعديد من الأهازيج وسط احتفالية كبيرة بالملعب، جسدت روح الانتماء للحمامة البيضاء، التي تبحث عن التحليق من جديد، للعودة إلى القسم الاحترافي الأول، الذي غادرته الموسم الماضي.
وفي هذا الصدد، قال محمد بنونة عضو المكتب المديري للمغرب التطواني، إنه “بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس فريقنا العتيد المُغرب أتليتيكو تطوان، يطيب لي أن أعرب لكم عن شعورنا بالروح الرياضية، وبقلب محب يتسع ويتقبل الجميع على اختلاف وجهات نظرهم، ومدى القبول وتآلف الأرواح، وهذا يدل على أننا على خلق حسن في مكتبنا المديري”.
وأضاف بنونة، “ومن بين هاته الأخـلاق: تقبل النتيجة، مصافحة الخصم عند نهاية المـواجهة، عـدم الغضب أو صدور ألفاظ غـير أدبية وتقبل كل شيء بنفس وروح رياضية”.
وتابع المتحدث نفسه، “كما يعتبر فريق المغرب التطواني من أعرق الأندية المغربية، حيث تأسس سنة 1922، ولعب في الدوري الإسباني وتوج بطلا للقسم الثاني في الليغا، كما تمكن من اللعب في القسم الأول وملاقاة العملاقين الإسبانيين ريال مدريد وبرشلونة بتطوان وإسبانيا.
وختم بنونة تصريحه بالقول، “وإننا الآن أمام هدفين رئيسيين هما: الصعود إلى قسم الصفوة وهو المكان المناسب والمكان الطبيعي لفريق المغرب أتلتيكو تطوان، والهدف الثاني هو الفوز إن شاء الله بكأس العرش، هذان هدفان رئيسان لمكتبنا العتيد، وفي الأخير أريد أن أهنئ الجمهور المغربي والتطواني بالأخص بهذه المناسبة المئوية لتأسيس فريقنا العتيد، ونعدهم أننا سنحقق ما يريده منا الجمهور وساكنة تطوان الحمامة البيضاء، فيحيى الوطن العزيز المملكة المغربية، وتحيى تطوان العزيزة، ويحيى فريق المغرب التطواني الأغر”.
وفي السياق ذاته، أشار سعيد العمرتي المدير الإعلامي لنادي المغرب التطواني، في تصريح له لموقع “اليوم24″، إلى أن الاحتفال الذي كان أمس الأحد، سُجل بمداد من ذهب في سجلات الفريق، مضيفا بأن الاحتفالية كانت جد رائعة، والجماهير التطوانية أبانت على علو كعبها في حب الفريق، وفي الانسجام الكبير بينها وبين المكتب المسير للحمامة البيضاء.
وأضاف المتحدث نفسه، بأن كل ما سيتم قوله في حق الجماهير التطوانية، سيكون فيه تبخيس، كونها ترفع لها القبعة في احتفالية أمس، التي كانت في المستوى، كما كان هناك انضباط كبير وتنظيم ممتاز.
وواصل العمرتي أن مثل هذه الأفراح والمناسبات نتمناها أن تعود للفريق مجددا، وتحتفل معه الجماهير التطوانية والمغربية، لأنه ليس من السهل أن يكون في عمر فريق 100 سنة من العطاء والنجاح.
وختم العمرتي تصريحاته بالإشارة، إلى أنه يتمنى أن يتوج حفل أمس وحب الجماهير لفريقها، بالعودة للقسم الاحترافي الأول، بغية إعطاء الفرحة الإضافية للجماهير التطوانية.
وكما هو معلوم تأسس نادي المغرب أتلتيك تطوان سنة 1922، ولعب خلال فترة الحماية بمختلف درجات الدوري الإسباني، حتى صعد إلى القسم الممتاز أوائل خمسينات القرن الماضي، وبعد حصول المغرب على الاستقلال لعب بالبطولة الوطنية، وتمكن في السنوات الأخيرة من التتويج بلقبين بعد تحويلها إلى بطولة احترافية.
ويخوض فريق المغرب أتلتيك تطوان مبارياته الرسمية بملعب سانية الرمل المعروف بـ “لإيبيكا” والذي شيده المهندس الأندلسي الراحل ماركيز دي فاريلا سنة 1913 أي منذ أزيد من مائة سنة.
وفي السياق ذاته، يعتبر المغرب التطواني النادي المغربي والإفريقي الوحيد الذي لعب في الليغا الإسبانية، رفقة نادي برشلونة وريال مدريد.
ويرجع أول لقب فاز به المغرب التطواني إلى عام 1936، عندما تُوج بلقب بطل المغرب قبل الاستقلال، وبعد مرور تسعين سنة على إنشاء النادي، فاز أتلتيكو تطوان سنة 2012 بأول لقب معترف به في تاريخه، بعد حسمه لقب البطولة الاحترافية، ليعود ويتوج باللقب الثاني في مسيرته سنة 2014.
وحصل المغرب التطواني أيضا على لقب الليغا الإسبانية مرة واحدة في قسمها الثاني، كما توج بطلا للقسم الثاني في الدوري المغربي خمس مرات، ناهيك عن تأهله لنصف نهائي كأس العرش المغربي موسم 2008، وإلى المباراة النهائية من المنافسة ذاتها، سنة 2021 علما أن اللقاء لم يجر بعد.
وكان المغرب التطواني قد تأهل لمباراة ثمن نهاية كأس ملك إسبانيا موسم 1942/1943، عندما كان يمارس في الدوري الإسباني، حيث خرج أمام نادي ريال بيتيس، ليتأهل في موسم 1950/1951 لربع النهاية، قبل أن يغادر أمام نادي برشلونة الذي توج بعدها بهذه الكأس.
ونالت الحمامة البيضاء بطولة المغرب قبل الاستقلال 4 مرات سنوات (1936، 1942، 1943).
وكان المغرب التطواني قد نجح أيضا في إقصاء النادي الأهلي المصري من الدور الإقصائي الثاني المؤهل إلى دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا عام 2015، بالضربات الترجيحية، بعد الفوز ذهابًا بهدف نظيف والخسارة إيابًا بنفس النتيجة، لكنه لم يواصل مسيرته وودع في دور المجموعات، كما سبقت له المشاركة في نسخة 2013، حيث أقصي في الدور التمهيدي على يد كازا سبورت السينغالي.
وشارك الفريق الملقب بـ “الحمامة البيضاء” في منافسات كأس العالم للأندية 2014 بصفته حامل لقب البطولة الاحترافية في نفس السنة، حين أقيمت البطولة في المغرب، لكن الفريق ودع من دور الـ 32 على يد أوكلاند سيتي النيوزيلاندي بالضربات الترجيحية 3/4 على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط.
