يستعد حميد شباط للإطاحة بالمصطفى بنعلي من حزب “الزيتونة”، بحيث اشتعلت الحرب بين الاثنين منذ إحكام الأول قبضته على نقابة اتحاد القوى العاملة، وهي الذراع النقابية للحزب، عقب انتخابه كاتبا عاما لها في يناير الماضي. وبرز، خلال اجتماعين متتالين، تأكد فيهما بنعلي أن شباط يعد لإحكام قبضته على الجبهة والإطاحة به في المؤتمر المزمع تنظيمه أواخر مارس المقبل. ووفق المنبر ذاته فإن الصراع بين الطرفين خرج إلى العلن بعد استدعاء مجموعة من الأشخاص الموالين لعضو الأمانة العامة امحمد الزاهر، المقرب من بنعلي، للاجتماع بالأمين العام للحزب بمدينة فاس؛ إلا أن شباط حضر قصد المشاركة في الاجتماع بصفته الأمين الجهوي للحزب، ورفض الزاهر حضور شباط وهو الموقف الذي دعمه بنعلي أيضا.
وفي حوار صحفي قال محمد سعيد السعدي، السياسي اليساري والوزير السابق: “لا علاقة لي بحزب التقدم والاشتراكية الآن، طويت الصفحة بالمرة، والخيار الذي قام به من يسير الحزب لا علاقة له بالخط الإيديولوجي والسياسي الذي سطره القادة التاريخيون، والأخطاء التي ارتكبت منذ 2010 يؤدي الحزب ثمنها الآن، فمع القيادة الجديدة حصل تغيير عميق في التركيبة الاجتماعية للحزب بالاعتماد على الكائنات الانتخابية؛ وهو ما أدى إلى انسحاب العديد من المناضلين والمناضلات والأطر للأسف”، يضيف السعدي.
وكشفت فاطمة سعدي، نائبة أمين عام” البام” والرئيسة الأسبق لمجلس جماعة الحسيمة، بأنه رغم بعض التغيير والأثر الحاصل بفضل هذه الجهود، فقد تبين مع مرور الوقت أن تحقيق ما يسمى بـ”الزخم التنموي، الذي يفضي إلى تحسين إطار عيش الساكنة عن طريق فك العزلة وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية يحتاج إلى بلورة برنامج برؤية إقليمية؛ ذلك أن الرؤية التجزيئية تترك الأثر في مناطق دون أخرى، مما يزيد من توسيع وتعميق الفوارق المجالية”.
