أثارت أستاذة فرنسية جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، بعد أن عرضت صورًا لمغني الراب الشهير سوبرانو، بغرض شرح نظرية التطور التي اشتهر بها عالم الأحياء الشهير تشارلز داروين.
وحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد اكتشف والد طفلة الأمر بالصدفة، قبل أن ينشرها عبر حسابه في موقع فيسبوك منددًا ومطالباً بالتحرك ضد الأستاذة.
ودفعت تداعيات الحدث بعد تلقي المعلمة تهديدات بالقتل، القضاء إلى التحرك لإصدار حكم بالحبس ستة أشهر ضد المعلمة بتهم تتعلق بالمضايقة قبل أن تتم تبرئتها منها، فيما لا يزال الاستئناف جاريًا ولم يعرف بعد الموعد المقبل للمحاكمة.
من جهته، حاول المغني سوبرانو خلال استضافته في برنامج تلفزيوني، التخفيف من القضية، مؤكدًا أنه رفض التعليق في البداية لأنها أُخرجت من سياقها، ولم يكن لدى الأستاذة أية رغبة في الإساءة، على حد قوله.
بالمقابل، أكد مغردون أن الأستاذة لم ترتكب أي خطأ يذكر، بل حاولت الخروج عن الصور النمطية التي لا تستعمل إلا صور الرجل الأبيض، في حين انتقد آخرون موقف المغني وعدّوه غير مبرر، خاصة بعد دفاعه عن الأستاذة.
"Il faut toujours remettre les choses dans leur contexte : cette histoire elle a brisé des vies."
Une prof accusée de racisme, un père condamné : @Sopranopsy4 répond à @MohamedBouhafsi à propos d'une polémique sur la théorie de l'évolution illustrée avec une photo de lui.#CàVous pic.twitter.com/URA43VDuq9— C à vous (@cavousf5) January 19, 2022
ورأى مغردون وناشطون، أن الموقف عنصري وغير مبرر، رغم أن الشخص المعني الأول بالحادثة هوّن منها، واصفين “العنصرية في فرنسا بالداء الخطير الذي يجب استئصاله”.
وتمثل العنصرية إحدى القضايا الحساسة في المجتمع الفرنسي، وقد أخذت بعدًا آخر خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد الخطاب العنصري لأحزاب اليمين المتطرف ضد المهاجرين القادمين من القارة السمراء.
وأثار وثائقي عرضته قناة “فرانس2” صدمة واسعة عبر مواقع التواصل، بعد أن تحدث عن السود في فرنسا، ومشاكل العنصرية التي يتعرّضون لها في البلاد.
وعرض الوثائقي تجربة اجتماعية لأطفال سود وضعت أمامهم دميتان للعب واحدة سوداء والأخرى بيضاء، وتم ترك حرية الاختيار لهم بأية دمية يلعبون لتكون النتيجة 100% على الدمية البيضاء.
Les préjugés liés à la peau noire sont encore tenaces.
Pour preuve, le "test de la poupée" inventé aux États-Unis dans les années 40 et renouvelé aujourd'hui en France…#NoirsEnFrance : à voir ce soir à 21h10 et sur https://t.co/PaFR6Ej5Lf ▶️ https://t.co/rDm2Dj5lL2 pic.twitter.com/OsIQC7Nku5
— France tv (@FranceTV) January 18, 2022
وأكد ناشطون وسياسيون أن الوثائقي كان صادمًا عبر التجارب التي أشار إليها، كما كشف عن الأثر الحقيقي التي تسببه العنصرية خصوصًا في نفوس الأطفال الصغار.
المصدر : الجزيرة