سقوط المصباح لا يعني نهاية الجنيريك..!

رئيس التحرير20 سبتمبر 2021
سقوط المصباح لا يعني نهاية الجنيريك..!
رئيس التحرير

بقلم: حنان الطيبي –

نعلم جيدا ان الفيلم الجيد تكون له قصة جميلة ونهايته اجمل، إلا ان الفيلم السياسي الذي عرض على المغاربة والذي تابعه الجميع لمدة عقد من الزمن في جزءين كانت تنقصه كل العناصر والمقومات التي من شأنها ان تساهم في نجاح العرض، فلا القصة كانت مقنعة ولا الخبكة كانت احترافية ولا حتى النهاية كانت مشرفة رغم انها كانت عقلانية.. بل وحتى الممثلين لم يكونوا أكفاء بالشكل المقنع والمطلوب.
لا يمكن ان ننكر ان” فيلم” المصباح كان له جمهورا عريضا يتابع المشاهد السياسية بشغف وترقب، العامل والطالب والجزار والفلاح والموظفة وربة البيت وحتى بائع الروبابيكيا وعامل النظافة وقارئة الفنجان التي تكلم عنها السيد بنكيران رئيس الحكومة في الجزء الاول من الفيلم والتي تنبأت بتربع الحمامة بعد نكسة البيجيدي.
الحقيقة ان الكل كان متابعا وبلهفة.. إلا ان السيناريو لم يرق إلى تطلعات المتابعين، بل والأكثر من ذلك فقد طال هؤلاء شيء من الملل في الجزء الاول، إلى ان حلت عقدة الفيلم في جزئه الثاني فلم يحاول المخرج إيجاد حل منطقي لشد انتباه المتابع وتشويقه، بل اكتفى بإعادة وتكرار نفس المشاهد التي تم طرحها من قبل في الجزء الأول من الفيلم.. إلى ان مل المتابعون بالفعل من المخرج ومن السيناروست ومن الطاقم التمثيلي بأكملهِ… بل هناك في الطاقم نفسه من مل بعضهم من بعض..
ورغم سخافة القصة ورداءة الآداء وتكرار المشاهد فإن النهاية لم تكن عشوائية ولا اعتباطية، بل كانت نهاية منطقية كل المنطق، استحضارا للسيناريو من بدايته إلى آخر نقطة فيه، كانت النهاية وليدة لسياق الفيلم نفسه وليست نهاية رصدت من عبقرية السيناريست او المخرج، بل كانت نهاية رصدتها السماء كما رصدت نهايات قرون وامم خلت من قبل، فمنهم من اهلكته العاصفة فكانوا كاجزاع النخل، ومنهم من خر عليه السقف، ومنهم من خسفت به الأرض، ومنهم ايضا من اغرقوا في اليم… كلها كانت نهايات منطقية لأقوام علوا في الأرض علوا شديدا.. انتهوا في نهايات لم تكن متوقعة.. إلا ان كل قوم فيهم خلفوا ما قبلهم وعلوا اكثر مما علا من قبلهم.. لهذا فسقوط المصباح قد لا يعني بالضرورة انتهاء الفيلم وصعود الجنيريك.. فلربما تكون هناك مشاهد اخرى حتى بعد انتهاء الجنيريك نفسه.. او لربما ندخل في فيلم للخيال العلمي فتتحول الحمامة إلى تنين ينفث النار من من فمه.. فالمشهد السياسي غني بقصص الدراما والخيال العلمي.. وعلى كل حال فلا يجب ان نسبق الأحداث لان أي فيلم ومن اول ربع ساعة مشاهدة تستطيع الحكم عليه ان كان يحتوي على عناصر التشويق والحبكة ام انه ممل من اوله وعندها ستضطر الى انتظار فيلم آخر يليق بما يليق.

الاخبار العاجلة