ابراهيم الدروخي
مؤخرا يشاع عن الإعلام ما لا يشاع عن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خصوصا وأننا على بعد أمتار قليلة لمعرفة الربان الجديد الذي مافتئ يتضرع جوعا قبل الاعلان عن نقطة الانطلاق.فالاعلام ودرب مضيافه لم يبدأ لعبته بعد كما يحسب للبعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي، كما الأحزاب السياسية بدورها تحاول تعديل الخراب الذي خل بتوازنها من استقالات وانشقاقات أجهش بكتيبتها، مما لا يسمح بهذا الإعلام أن يدير المقود في الاتجاه الذي هو صالح أن يدقق فيه، مالم تتضح الرؤية بعد وتصطف القواعد على قريعة الطريق.
سري على الإعلام أن يكون متابعا لهذه العملية باعتباره المسؤول الأول والثاني عن إبراز قوة حزب عن آخر، لئلا يصير المواطن في خلوة الزوايا التي تعكس بقناعاته مستقبلا، لكن ما لا يطيقه ويعوج به هو ما عقدوه ونسبوه باعلام ” التطبيل” وهو الدمار الحقيقي الذي يخلق نوعا من جاذبية التأثير والتأثر في مواطن اليوم، الذي سرعان ما يسمع يلتهم ويتأثر بخطابات تجعله صيد ثمين بلا سلاح.
عودة عبد الإله بنكيران وكيلا للائحة ” البيجيدي” بسلا هو سند أصيل اوكلت إليه هذه المهمة لاسترجاع هيبة وشعبية حزب العدالة والتنمية، لما عادت كل الاحتمالات تئن للإسقاط به. فالشيخ عبد الإله بنكيران وحده الكبير والعتيد من قادة الحزب الذين يستطيعون قراءة الشارع العام وما يدور في فلكه من ردود أفعال،التي بمقدوره أن يجعلها تنصب لصالحه ولصالح الحزب، ذلك أن الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه الحزب رهين باختيار عظيم الشأن في السياسة وهو ما يتناسب تماما مع الرجل.
فإذا خرج بنكيران يخرج المرودين ويخرج الإعلام لمتابعته وتقصي تفاصيل أقاويله دون تمحصها ، وتبدو الصراعات تتخذ مجرى آخر طبيعتها شهادات حية عن حزب سياسي هدفه محاربة الفساد والمفسدين. الحيلة التي خرج به ” البيجيدي” قبل أن يكون رابحا سياسيا، وهي النتيجة الأقرب إليه في مشواره الانتخابي والتي ينادي بها أمام الناس “بالتماسيح والعفاريت” القصة التي لا يدري المواطن أين يغطسون بتربتهم.
لقد بات الناس يشكون في الإعلام وفي حدود ممارسته ومناوراته بعد أن اجتر لالتزام الصمت، ولما قوبلت المهمة بصعوبة أن ينقل تفاصيل الأحداث في طبيعتها، وللتبعية” صار مواربا يدير بمرآته في اتجاه التصالح مع الحزب الذي يكن له الود والاحترام، ويتقاضى منه زمام المعية، وبالتالي يميل بنا الحال إلى شريان حقيقي يساهم فيه هذا الاعلام، قبل أن تكون اللعبة لعبة حزبية وسياسية بامتياز.
منابر اعلامية أخرى تصف الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار بالهارب من حلقات للإقناع والإفصاح عن توقعات الحزب واصلاحاته المستقبلية، بعدما وكل الطالبي العلمي عضو مكتبه السياسي بالحضور، باعتباره من الوجوه التي تخاف من مواجهة الإعلاميين ، فإذا كان أخنوش بهذه الطريقة زعزع عرش الإعلام برفضه الحضور لأسباب يجهلها الكثيرون، فلا مجال للشك بأن يقين الإعلام بخرجات الرجل شئ وجب الإمساك به والاستماع إليه، وهو الأمر الذي لن يحدث بمحاولة التغرير به أو ابتزازه من أجل تلبية جميع دعوات المنابر الإعلامية، لتبريرات كثيرة أقلها شروق فهمها أن الرجل منشغل بالاستحقاقات القادمة وعليه أن يسوي طرق نجاحه كما بدأه في انتخابات الغرف المهنية.