التلقيح نحو الصحوة والكمامة وقاية..

رئيس التحرير6 أغسطس 2021
التلقيح نحو الصحوة والكمامة وقاية..
رئيس التحرير

بقلم ابراهيم الدردوخي
اذا احتارت الدولة من حدوث شئ ما وباء كان أو أمرا يهز مكيالها، فمن الطبيعي أن يخسف بشعبها ويهان لعدم يقظته ودهاءه في محاربة كل من ينهش في عظامها، كما الحال أن الدولة ليست كيانا مصنوعا وضع للتحكم وللضغط على مواطنيها وتقييدها لحريتهم. واذا كانت هذه الأخيرة سيلانا وجرفا فالنتائج تصبح وخيمة يدفع ثمنها الإثنان الدولة والمواطن،واذا دفع الشعب ثمن ما يجنيه وما لا يجنيه فالدولة هي الأخرى لها نصيب في القضية، بدليل أن برج هذه الدولة لا يبنيه إلا مواطنوها.
المعادلة سهلة الحلول غير أننا نترجمها إلى التعقيد أحيانا، ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بسبب هذه الجائحة التي تناثرت أشواطها ( المتحور دلتا)، ينم عن عصياننا في الفهم واستهثارنا بخطورة ما يقترفه هذا ” الفيروس” في حق المواطن وفي حق دولته ووطنه، وبالتالي نكون أمام أسوء جرم نستقبله ضيفا شريفا في مجتمعنا، وهذا يعكس طبيعة أناس في مجتمع اذا غرتهم أمانيهم بالشفاء لا يقومون بواجبهم.
فالعملية لا تقتضي يقظة الأمن وحده ولا الأطباء بمجهوداتهم، ولا كل الساهرين على حماية وسلامة مواطنيهم، تذهب العملية أن تكون مشتركة لا تقتصر على فئة دون يقظة غيرها، فالاحترام لا يرجوا أحدا أن يكون في صفه، بل مشروط عليه ألا يكابحه وأن يستجيب له. فإذا أسندنا الأرقام المخيفة التي وصلنا إليها اليوم فستكون من در فئة أخذت على عاتقها ذنب الآخرين بسبب جهلها، ان لم أقل تهاونها في محاربة هذا الأذى.واذا كانت الدعوات التي باشرتها الدولة منذ ما يزيد عن سنة ونصف تقريبا أتت أكلها، ثم سرعان ما تلاشت وأغمض عنها، فالتكرار لا يفيد من أمر القضية شئ، وعلينا أن نتقيد بكل التدابير الاحترازية والوقائية جميعا حماية لنا ولمجتمعنا.

خلال عملية التلقيح التي دخلت غمارها دولتنا الشريفة بعد جهد جهيد كانت بعض ردود الأفعال مغلغلة في الأعماق وسادت حمى الشك بين رافض لهذه العملية وبين مؤيد لها، وهذا حال أمر طائفة لا تخاف من الوباء وتخاف من الموت، مسندة عكازها إلى دولة تراهن على موت شعبها بأكمله.رؤى تبدوا غير منطقية وليست معيارية لملك يحارب من أجل إنقاذ شعبه وضمان أمنه وسلامته واستقراره وبين متلقي يسمع عن دهاليز ما شاخت منه ضمائر الحالمين من المحرضين وأصحاب الدعوات الفارغة. فإذا كانت الدولة تصارع الزمن من أجل إيجاد حلول لتجاوز هذه المحنة، لضمان سلامة قومها، وتتوارى الشكوك لدى شرذمة في نجاحها من عدمه، فهذا يئن عن خطابات نضالية محبوكة سندها وضع الدولة في محنة حقيقية قد يدفع ثمنها الجميع. كم من شخص اجتباه التلقيح وأضاف له مناعة أكبر لحماية نفسه وحماية أسرته ومجتمعه، وكم من شخص دفع مرارة تهاونه واستهثاره.ذلك أن كل رافض للتلقيح إنما مكسو بحرمان نفسه من الحماية التي اشترطتها الدولة مجانا، مقارنة بما ببعض الدول التي تفرض على مواطنيها مبالغ مالية للتلقيح…

الاخبار العاجلة