
هل هي بداية الحرب على لوبيات الاحتكار و الفساد المستشري في الأسواق؟
في مدينة مراكش، حيث يواجه المواطنون صعوبة في التحدي ضد احتكار الأسواق، ظهر شاب شجاع لا يخشى أن يواجه الفساد في وضح النهار، كان عبد الإله، بائع السمك الذي لم يتجاوز العشرين عاما، يقدم السردين بأسعار لا تصدق، فقط بـ 5 دراهم، بينما كان التجار الآخرون يبيعونه بأسعار تصل إلى 30 درهما.. هذا التباين الصارخ في الأسعار دفعه ليكون صوتا للعدالة في وجه لوبيات المضاربات التجارية التي تتحكم في حياة المواطنين البسطاء.
إلا أن الشجاعة التي أظهرها هذا الشاب لم تمر مرور الكرام. فقد قررت السلطات المحلية إغلاق محله ومداهمته، في محاولة واضحة لتهديد نشاطه، لكن عبد الإله لم يكن وحده في هذه المعركة، فقد كانت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بتفاعلات المواطنين الذين عبروا عن دعمهم لهذا الشاب، الذي أصبح رمزا للصدق والنزاهة في وقتٍ يغلب فيه الفساد على العديد من مجالات الحياة.
وبفضل التوجيهات الحكيمة من جلالة الملك محمد السادس، تم استدعاء عبد الإله من قبل والي جهة مراكش آسفي، السيد فريد شوراق، الذي استقبله في مكتبه وأبلغه بإعادة كل حقوقه، ليس هذا فحسب، بل تم السماح له بفتح محله التجاري مجددًا واستئناف نشاطه، إلى جانب تمهيد الطريق له للعودة إلى سوق الجملة بمدينة مراكش.
هذه الخطوات لم تكن مجرد تصحيح لخطأ، بل كانت تعبيرا قويًا عن إصرار الدولة على دعم الشباب الذين يسعون لتحقيق العدالة والكرامة.
ما حدث لعبد الإله ليس مجرد قصة شاب ناضل ضد الفساد، بل هو تأكيد على أن صوت المواطن الحق يمكن أن يتجاوز حدود السلطات واللوبيات التي تستغل الفقراء.. إن هذه الحكاية تذكرنا بأن الكرامة لا تشترى، وأن من يمتلك الإصرار على التغيير قادر بالفعل على أن يغير الواقع مهما كانت التحديات.
