في واقعة هزت مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت امرأة من إقليم ابن سليمان مقطع فيديو على منصة “تيك توك”، تعلن فيه رغبتها في بيع إحدى كليتيها مقابل الحصول على شقة تؤويها وأبناءها. الفقر المدقع والظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها هذه الأم المطلقة دفعاها إلى اتخاذ هذا القرار الجريء، بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة.
الفيديو أثار موجة كبيرة من التفاعل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت المرأة في حالة من الإصرار على عرض كليتها للبيع. لم يكن الفيديو مجرد إعلان عابر، بل تخللته لحظات مؤثرة ظهرت فيها وهي تتوسل للمسؤولين والأثرياء والمحسنين من أجل التفاعل مع طلبها، مقترحة أن يقوم أحدهم بشراء شقة لها مقابل كلية، مؤكدة في الوقت ذاته على جدية عرضها، حيث لم تتردد في تقديم رقم هاتفها للتواصل.
تبرير المرأة لقرارها هذا كان نابعا من معاناتها اليومية بسبب الوضع الاجتماعي الصعب الذي تعيشه. فهي أم لعدة أطفال، مطلقة، وتقطن في “براكة” لا تتوفر فيها أبسط مقومات السكن الآدمي. مع تزايد الأعباء والضغوط المادية، وجدت نفسها غير قادرة على تلبية احتياجات أبنائها، ما دفعها إلى البحث عن حل غير تقليدي قد يضمن لها ولأبنائها العيش في مكان لائق.
أثناء الفيديو، أكدت المرأة أن كليتيها سليمتان تماماً وأنها لا تعاني من أي مشاكل صحية، محاولة بذلك إقناع كل من يمكن أن يفكر في قبول عرضها. لم يكن هدفها الوحيد هو المال، بل كانت تسعى إلى تحسين حياتها وحياة أطفالها بأي وسيلة ممكنة، حتى لو كان ذلك على حساب صحتها الشخصية. لم تخفِ أيضاً أنها قررت التضحية من أجل مستقبل أبنائها، مؤكدة أن هذا القرار جاء بعد تفكير طويل ويأس من أي مساعدة أخرى قد تصلها.
مع تداول الفيديو، انتشرت ردود فعل متباينة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فبينما تعاطف البعض معها واعتبروا قضيتها دعوة ملحة للتدخل الإنساني، انتقد آخرون هذا النوع من التوجه الذي يعكس انحدار الوضع الاجتماعي والمعيشي لبعض الفئات في المجتمع. في كل الأحوال، تبقى هذه الواقعة تعبيراً صريحاً عن الواقع المأساوي الذي تعيشه بعض الأسر في ظل غياب الدعم الاجتماعي الكافي.
تنتظر المرأة الآن رد فعل من المجتمع، سواء من الأثرياء أو من المسؤولين، لعلها تجد مخرجاً من هذه المحنة التي دفعتها لاتخاذ قرار وصفه الكثيرون بالجريء والمؤلم في الوقت نفسه.